مصدر ½تذكَّر¼، فهو اما من ½الذكر¼ بكسر الذال واما من ½الذكر¼ بضمها، والفرق بينهما ان الاول يستعمل في الذكر اللساني، والثاني: يستعمل في الذكر القلبي، كذا بينه "الخيالي" في بحث العلم، و½التذكر¼ مضاف الى مفعوله، وفاعله محذوف، وهو كاف الخطاب اي ½امن تذكرك¼ بقرينة ½مَزَجت¼، والخطاب لنفسه، ففيه تجريد بديعي حيث جرد من نفسه شخصا اخر فخاطبه، وانما احتاج الى التجريد، ولم يخاطب صاحبه لعدم وجدانه محبا صادقا في الدنيا، ففيه التفات اذ مقتضى الظاهر ان يقول: ½تذكري¼ بياء المتكلم فتركه وعدل الى صيغة الخطاب[1]، ففيه التفات على مذهب السكاكي، وهو ظاهر؛ اذ هو لم يَشترط سبق التعبير بمقتضى الظاهر، سواء سبق او لا، بخلاف الجمهور حيث اشترطوا سبق التعبير بما هو مقتضى الظاهر، بل يجوز ان يتحقق الالتفات على مذهبهم ايضا حيث سبق التعبير في البسملة بالتكلم، فان قلت: انما يتحقق مذهب الجمهور اذا كانت البسملة جزا من الكتاب، وفيه شبهة، قلت: كونها جزا من الكتاب هاهنا محقق لدلالة القرينة عليه، وهي كون الناظم الفاهم شافعي المذهب على ما قاله اكثر الشارحين، وعندهم  البسملة جزء من الكتاب كما لايخفى على اولي الالباب، فان قلت: فما نكتة الالتفات هنا؟، قلت: قال العصام في اطوله: نكتة الالتفات ثلاث: من جهة المتكلم، ومن جهة الكلام، ومن جهة المخاطب، فاما النكتة هاهنا من جهة المتكلم: فالاشارة الى انه قادر على ان ياتي بالكلام على اساليب مختلفة، واما من جهة الكلام: فهو تزيين الكلام لورود انَّ تغيير الاسلوب تنشط به القلوب، واما من جهة المخاطب: فهو اخراج الكلام من البيان الى العيان اذ الخطاب عيان، والتكلم بيان. و ½الجيران¼ جمع ½جار¼ كـ½النيران¼ جمع ½نار¼، والجار مَن قَرب داره الى داره، والمراد بـ½الجيران¼ هاهنا المحبوب على طريق المجاز والاستعارة بان شبه المحبوب بالجار الحقيقي في كثرة الاختلاط معه والالتفات اليه، فكذلك الناظم صنع بمحبوبه، وادعى ان المحبوب من جنس الجار، ثم استعير الجار للمحبوب، وذكر الجيران واريد به المحبوب، فعلى هذا يكون جمع الجيران للتعظيم كما في قوله تعالى: ﴿ فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدونَ﴾