طرف الكاظمة، او المراد من ½الريح¼ الرائحة الطيبة كما في قوله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام ﴿لَاجد ريح يُوسُفَۖ﴾ [يوسف: ٩٤] اي رائحته، فعلى هذا يكون ½الهبوب¼ بمعنى النشر مجازا من ذكر الملزوم وارادة اللازم، فالمعنى: ام شم انفك الرائحة الطيبة التي نشرت من تلقاء كاظمة، او المراد من ½الريح¼ ريح الصبا، فيكون المراد به اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام مجازا واستعارة بان شبه اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام واخلاقه العظيمة بريح الصبا في كونهما باعثين للسرور، فكما ان ريح الصبا يعطي الفَرح لمن اصابه كذلك اوصافه عليه السلام واخلاقه تعطي السرور لمن سمعها، وادعى ان اوصاف النبي من جنس ريح الصبا، ثم استعير ريح الصبا لاوصاف النبي عليه السلام، فذكر ريح الصبا واريد منه اخلاقه عليه الصلاة والسلام، فعلى هذا يكون ½هبت¼ ترشيحا للاستعارة المصرحة بمعنى: التحريك او النشر، و½الواو¼ في ½واومض¼ اما على حقيقته اي: للجمع، فيكون سبب البكاء اما تذكر الجيران واما مجموع هبوب الريح وايماض البرق، واما بمعنى: ½او¼ الفاصلة، فيكون على هذا سبب البكاء اما تذكر الجيران فقط، واما هبوب الريح فقط، واما ايماض البرق فقط، وتكون نكتة المجاز اي التعبير بالواو دون ½او¼ للاشارة الى ان الترديدات الثلاثةَ مانعة الخلو اي: سبب البكاء لا يخلو من هذه الامور الثلاثة بل يجوز جمعها. ثم ان كُلا من ½هبت الريح¼ و ½اومض البرق¼ في تاويل المصدر معطوف على ½تذكر¼ اي: هبوب الريح وايماض البرق، و½اومض¼ ماض من ½الايماض¼، وهو اللمعان والظهور، و½البرق¼ بالرفع فاعل ½اومض¼ و ½في الظلماء¼ متعلق بـ½اومض¼، و½الظلماء¼ صفة موصوفها محذوف اي: الليلة الظلماء، وهي مؤنث ½اظلم¼، ولمعان البرق في الليلة الظلماء اما على حقيقته لانه اذا لمع البرق في جانب المعشوق ينور ذلك الجانب، ويورث دهشة للعاشق، او المراد من الليلة الظلماء بداية العشق واوّلُه مجازا و استعارةً كما في قوله:
صُدغُ الْحبيْب وَحالِي كِلاهُمَا كَاللَّيَالِي
فكانّه شبه هاهنا بداية العشق واوَّله بالليلة الظلماء في وقوع التحير وفقدان الطريق، فكما ان في الليلة الظلماء يتحير كل من سلك، ويَفْقِد طريقه، فكذلك العاشق في بداية الامر يعرض له احوال فيتحير، ويفقد طريقه، ثم استعير الليلة الظلماء لبداية العشق