لعينيك وقلبك لكن التالي باطل، والمقدم مثله فثبت نقيضه، وهو مزج الدمع بالدم من المحبة والهوى، واثبت التالي بقوله: ½ان قلت... الخ¼ اي: انك غير مالك لعينيك وقلبك، ولو كنت مالكا لهما لَكَفَّ عيناك ان قلت لهما اكففا، واسْتفَاقَ قَلْبك ان قلت له استفق، لكن التالي باطل لانك لو قلت لهما اكففا لا تكفان بل تهْمِيَانِ، ولو قلت له استفق لا يستفيق بل يهيم، والمقدم مثله، فثبت نقيضه، فان قلت: الانتقال من دليل الى دليل اخر لايجوز للمُعَلِّل لانه افحام من وجه فكيف يجوز للناظم الفاهم؟ قلت: انما لايجوز الانتقال من دليل الى دليل اخر لو لم يكن المعلِّل قادرا على اثبات الحكم الاول بانواع الدلائل كما كان في مُحاجةِ ابراهيم عليه السلام مع نُمْرود عليه اللعنة، واما اذا كان قادرا وكان مراده اثبات اصل المطلوب بانواع الدلائل فلا يضر الانتقال، وما وقع هاهنا من قبيل الثاني كما لا يخفى. ثم ان ½الفاء¼ في ½فما¼ فصيحة، والفاء الفصيحة هي التي تدل على الشرط المحذوف، وهو هاهنا ½ان لم يكن مزجك الدمع بالدم من العشق والمحبة فما حصل لعينيك... الخ¼، هذا عند الكشاف، وعند السَّكَّاكِيّ هي التي تدل على السبب اي: على السبب المحذوف غير الشرط كما في قوله تعالى: ﴿ فَقُلۡنَا ٱضۡرب بعَصَاكَ ٱلۡحجرۖ﴾ [البقرة: ٦٠] اي: فضرب فانفجرت، واما عند غيرهما فالفاء الفصيحة هي التي دلت على سبب محذوف سواء كان شرطا او معطوفا عليه، و½ما¼ استفهام، فهو ما يسئل به عن الجنس او الصفة، وهاهنا سؤال عن الجنس، و½لعينيك¼ اللام فيه متعلق بالمقدر اي: ما حصل لعينيك، وفي الكاف الخطابي تجريد ايضا فتذكر. وجملة ½ان قلت اكففا همتا¼ تفسير لـ½ما¼، و½قلت¼ على صيغة الخطابي، ومفعوله محذوف اي: لهما، فالقول هنا بمعنى الخطاب لما تقرر ان القول يجيء لمعان بحروف لانه ان استعمل بـ½الباء¼ يكون بمعنى الحكم واذا استعمل بـ½عَلى¼ يكون بمعنى الاعتراض، واذا استعمل بـ½في¼ يكون بمعنى الاجتهاد، واذا استعمل بـ½اللام¼ يكون بمعنى الخطاب، وقال دده جنكي في "حاشية سعد الدين" من الصرف: القول في استعماله بالباء يجئ لمعان: نحو ½قال بيده¼ اي: اخذ بيده، و½قال برجله¼ اي: ضرب بها، او مشى بها، و½قال براسه¼ اي اشار براسه و½قال بالماء على يده¼ اي: قلب، و½قال بثوبه¼ اي: رفعه،