عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

وجملة ½اكففا¼ مَقُولُ قَولٍ له، واكففا على صيغة التثنية امر من ½كَفَّ¼ اي: منع، كما قيل:

خيْر الْمَرءِ مَنْ كَفَّ فَكَّه وَفَكَّ كَفَّه          وَشَر الْمَرءِ مَنْ كَفَّ كَفَّه وَفَكَّ فَكَّه

فان قلت كان الادغام في ½اكففا¼ واجبا فَفَكُّه خلاف القياس ومُخلٌّ بالفصاحة، قلت: اجاب عنه الشارحون بوجوه قال العصام: يجوز ان يكون فكه لضرورة الشعر كما قال الشاعر في عَد ضرورات الشعر:

وَاشْباعُ تحريْكٍ وَفَكٌّ بمُدغَمٍ          وَتذكِيْر تانِيْث وَعَكَسَ بنُدرةٍ

وقيل: تعدد العين انما هو في الصورة واما في الحقيقة فواحد، فلفظ ½اكففا¼ بالنظر الى الحقيقة مفرد وان كان تثنية في الصورة، وفكّ ادغام المفرد جائز، وهذا الجواب تكلف جدا؛ لانّه مبني على مذهب الوجودية من المتصوفة، فانّهم قالوا: العين في الانسان واحد لا اثنان ولهذا لا يرى الانسان شيئا شيئين، والتعدد الصوري لا يقدح في الوحدة في الحقيقة، وقيل: فكّ الادغام على توهم الافراد فلا يُخلُّ بالفصاحة كما لا يخل في قوله: ½الحمد لله العلي الاجلل¼، وقال بعضهم: انّه اشارة الى انّ الناظم الفاهم قال به بلسان دهْشَةٍ وحيْرانٍ كانّه لم يتعقل قواعد البرهان[1]، ومثل هذا يعد ظرافة في البيان فلا يعاتب


 



[1]     قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: يا هذا لو اعترفنا بلحن صريح في بعض الکلام لأحد المقرّبين إلی رب العالمين جل جلاله بغضّ النظر عن هذا و ذاک فإنّ لحنه أحبّ إلی اﷲ سبحانه وتعالی مائة ألف مرة من صوابک أنت، اسْمَعْ ماذا يقول الشيخ الرومي قدّس سره في "المثنوي المعنوي" ، إنّه القائل: إذا کان حديثک غير مستقيم (أي من ناحية القواعد) و المعنی سليم فإنّه مقبول عند اﷲ تعالی و إذا کان الزيغ في المعنی و الکلام مرصّع فلا يليق ذلک الکلام بشي ء من الحفاوة، يقول الشيخ الرومي رحمه اﷲ تعالی: ذلک بلال الصادق الذي کان يلحن في الآذان للصلاة فيغير ½حي¼ و يقول ½هَي¼ و يؤذّن بکل المواضع حتی قال أصحاب الرسول صلی اﷲ تعالی عليه وسلم: إن هذا اللحن (هي) غير مستقيم و نحن في مستهل عهد الإسلام، قالو ا أيّها النبي الرسول عليک الصلاة و السلام نريد مؤذناً أفصحَ من بلال رضي الله تعالى عنه فإنّ اللحن في ½حي علی الفلاح¼ في بداية عصر الإسلام ليس إلا عيباً، فظهرت آثار الغضب علی رسول اﷲ صلی اﷲ تعالی عليه وسلم وکشف الغطاء عن بعض العطايا الإلهية السرّية علی سيدنا بلال قائلاً: إنّ لحن بلال أحبّ إلی اﷲ سبحانه و تعالی من مائة ½حي علی الفلاح¼ من غيره من الطاعنين في لحنه فلا ترفعوا أصواتکم حتی لا أفشی أسرارکم من البداية إلی النهاية.

اللّهم إنّي أعوذبک من جهد بلائک و أسألک حسن الأدب مع جميع أوليائک آمين آمين آمين إله الحق آمين والحمد ﷲ رب العالمين.                              (الزَّمْزَمَةُ القُمْرِيِّة فِی الذَّبِّ عَنِ الْخَمرِيَّة)

 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310