بسنان اللسان. ½همتا¼ ماض مثنى من ½هَمٰى يَهْمِيْ هِمْيَانا¼ بمعنى سَالَتا، وضمير التثنية راجع الى العينين، واسناده الى العينين مجاز، اذ العينان لا تسيلان بل يسيل منهما الماء، فاسناده اليهما من قبيل ½سال الميزاب¼، ورد السَّكَّاكِيّ هذا المجاز الى الاستعارة المكنية والتخييلية، وانكر المجاز العقلي، فعلى هذا شبه العين في الذهن بالمطر في الشرافة فكما كان المطر اشرفُ المِيَاه كذلك كانت العين اشرف الاعضاء، ثم ادعى للمشبه به فردان: فرد متعارف وهو المطر، وغير متعارف وهو العين، ثم استعير المشبه به في الذهن وهو الفرد المتعارف اعني: المطر، للفرد الغير المتعارف اعني: العين، ثم ذكر في الخارج المشبه وهو الفرد الغير المتعارف اعني: العين، واريد العين الغير المتعارف، ثمّ انتزع من جانب المشبه، وهو سَيَلانُ العين امر وهمي، وشبه بجريَانِ الماء في سرعة الجريان، ثم ذكر اللفظ الدال على المشبه به، هو سالتا، واريد المشبه، ويجري فيه ايضا مذهب الجمْهور بان يشبه العين في الذهن بالمطر في سرعة السيلان، ثم استعير المطر في الذهن للعين، وفي الخارج ذكر المشبه اعني: العين واريد هو، وللرمز والاشارة الى الاستعارة التي كانت في الذهن اثبت همتا التي من لوازم المشبه به للمشبه، وهذا الاثبات تخييلية عندهم، ثم ان جملة ½همتا¼ جزاء لقوله: ½ان قلت اكففا¼، فان قلت: الشرط سبب للجزاء على ما تقرر في النحو، فكيف يكون قوله: ½ان قلت اكففا¼ سببا للهميان وسيلان الماء بل عكسه سبب له، قلت: السبب اعم من السبب العقلي والعادي والعرفي، وهذه الجملة الشرطية وان لم تكن سببا عقليا او عاديا لهذا الجزاء لكنها سبب عرفي، والمراد من العرف عرف العاشقين لان في عرفهم العشق يفعل خلاف ما يامره به العقل، فهاهنا وان امر العقل بترك البكاء ومنع عنه لكن العشق عمل ذلك الامر بخلافه، فسال من عينيه ماء اشد السيلان، ½وما لقلبك¼ اي: وما حصل لقلبك، والقلب شكل صنوبري تحت الضلع الايسر، وهو منبع الحياة والايمان، قال بعض العارفين: خلق الله تعالى اولا الروح ثم الجسد، وكان الروح مذكرا والجسد مؤنثا، ثم امر الروح بالازدواج مع الجسد، فَازْدوَجهَا، فحصل منهما وَلَدانِ: ذكَر وهو القلب الذي هو موضِع الايمان، وتبع هو للروح، وانثى وهو النفس محل الفساد وتبعت هي للشيطان والجسد لانّ النتيجة تابعة