من العبادات وان لم ترع تبق فيما اعتادته، وقوله: ½وان هي استحلت... الخ¼، الواو للاستئناف، والجملة جواب لسؤال مقدر، وهو هل تترك النفس في رعيها في الاعمال في كل الاوقات والاحوال؟ فقال: لا! بل ان هي استحلت... الخ، ويجوز ان يكون الواو عاطفة، وتكون الجملة الشرطية معطوفة على جملة ½راعها¼، فان قيل: على هذا يلزم عطف الاخبار على الانشاء وهو فاسد قلنا: لا يلزم هذا، وانما يلزم لو لم يكن الجزاء انشائية لانهم صرحوا ان خبرية الشرطية، وانشائيتها تابعة للجزاء، والجزاء هنا انشائية كما لايخفى. و½ان هي استحلت¼ من قبيل قوله تعالى: ﴿ وَانۡ احدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡركِينَ ٱسۡتجاركَ ﴾ [التوبة : ٦]، اي: وان استحلت هي استحلت، و½استحلت¼ اصله استحليت من ½استحلى الشيء¼ اي: عده ووجده حلوا، و½المرعى¼ بفتح الميم موضوع الرعي، والمراد منه النوافل لا الواجبات والمستحبات فانّهما لا يستوجبان الترك بالاستحلاء كما قاله صاحب الزيادة، ففي الرعي مجاز واستعارة تعبيرها هكذا شبه الاعمال الصالحة والعبادات الفالجة بالمرعى في الانتفاع به، واستعير المرعى لمفهوم الاعمال الصالحة ثم ذكر المرعى واريد الاعمال الصالحة، وقوله: ½فلا تسم¼ نهي حاضر من اسام اذا اخرج الدابة الى المرعى، فحذف منه الياء للجزم والمعنى فلا تبق نفسك في ذلك بل ازجرها وامنعها، ويجوز ان تكون في هذا البيت استعارة تمثيلية بان انتزع هيئة من الامور المعقولة في النفس من كون صاحبها راعيا وكونها سائمة بين الاعمال ووجدانها لذة في العبادة وكون الاعمال مرعى لها، وشبه تلك الهيئة بالهيئة المنتزعة من الامور المحسوسة من كون الحيوان سائما في المرعى ووجدانه لذة فيها وكون صاحبه راعيا له في كون كل واحد منهما دائرا بين امرين، وهو الحفظ ان حفظت، وعدم الحفظ والضرر ان لم يحفظ، ثم استعير الهيئة المنتزعة من الامور المحسوسة للهيئة المنتزعة من الامور الغير المحسوسة، فذكر المشبه واريد المشبه به.
وحاصل معنى البيت: وراع النفس ولازمها، والحال انّها مثل السائمة فى الاعمال الصالحة، فان ترعها وتحفظها فه رعيها عن الضرر والفساد تعمل صالحا، وان يتركها ترح الى ما اعتادته وتضر صاحبها بفعلها ضررا سيئا، وان النفس اذا الفت بعض النوافل وعدته حلوا واعتادت فلا تسم تلك النفس، ولا ترسلها على حالها، وازجرها