عن بدن الانسان من حيث الصحة والمرض اي: لا مطلقا بل من هذه الحيثية، والتعليل كقول السابح الماء يبرد وجود الانسان من حيث انّه بارد وهاهنا للتقييد او للتعليل، وحيث في الاصل للمكان، واستعير هاهنا لمعنى الجهة، وقال الاخفش: ترد للزمان ويلزمها الاضافة الى الجملة اسمية كانت او فعلية، واضافتها الى الفعلية اكثر، واضافتها الى المفرد نادر ولذا اضيف هاهنا الى جملة ½لم يدر¼ و½لم يدر¼ على صيغة المبني للمفعول او للفاعل بمعنى لم يعلم و½السم¼ بالحركات الثلاث فى السين لكن الرواية هاهنا بالفتح للمناسبة دواء يهلك الانسان بسرعة وهو بالفارسية ½زهر¼، والمراد هاهنا المعصية من العجب والرياء على سبيل المجاز والاستعارة بان شبه العجب والرياء بالسم في الاهلاك لانّه كما ان السم مهلك للانسان كذلك الرياء والعجب مهلك الاعمال كما ورد في الحديث ان اخوَفَ ما اخاف على امتي الاشراك بالله اما اني لست اقول تعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن اعمالا لغير الله[1] الحديث، ثمّ استعير السم للعجب والرياء، فذكر السم، واريد العجب والرياء وقوله: ½في الدسم¼ ظرف مستقر خبر ان وجملته نائب فاعل لقوله: ½لم يدر¼ او مفعوله وهو طعام فيه دسومة كثيرة، والمراد منه الاعمال والطاعات مجازا واستعارة تعبيرها هكذا شبه الاعمال والطاعة بطعام فيه دسومة في كونه لذيذا ومشتهى بحيث لا يدري فيه السم استعير الطعام الذي فيه دسومة لمفهوم الطاعات والاعمال فذكر الدسم الدال على الطعام، واريد منه الاعمال والعبادات، ثمّ اعلم ان في هذا البيت ايهاما حسنا الى انّه كما ان السم في الدسم في المعنى كذلك لفظ السم في الدسم كما قيل مثله في قوله عليه الصلاة والسلام :السفر قطعة من السقر[2] كما لايخفى. وقال الشاعر:

النار اخر دينار نطقْت به         والهمُّ اخر هذا الدرهم الجاري

وحاصل معنى البيت: ان النفس امارة غدارة خداعة مكارة، فكثيرا ما خدعت المرء وحسنت في باصرته ما يفسد باطنه اذ هي كالاعداء لانّ الاعداء يدخلون السم في الطعام اللذيد ويهلكون المرء لانّه لايعلم السم بسبب لذة الطعام، وكذلك النفس تدخل