فهرس الموضوعات
المدينةالعلمية
عملنا في هذا الكتاب
ترجمة الشارح
فهرست
الفصل الاول: فی شدة حبه وهوى قلبه
الفصل الثانی: فی اعتراف التقصير وبيان النفس
الفصل الثالث: في مدائح النبي عليه الصلاة والسلام
الفصل الرابع: في بيان فضيلته واخلاقه عليه الصلاة والسلام
الفصل الخامس: فی معجزات النبی عليه الصلاة والسلام
الفصل السادس: فی هجرة النبي عليه الصلاة والسلام
الفصل السابع: فی الرسالة العامة والوحي
الفصل الثامن: فی الاستعانة بالنبي المختار واعانته السائل
الفصل التاسع: في اوصاف النبي عليه السلام من القران
الفصل العاشر: فی معراج النبی عليه الصلاة والسلام
قصيدة البردة
(1) امِنْ تذكُّر جيْرانٍ بذيْ سَلَمِ مَزَجت دمْعًا جرٰى مِنْ مُقْلَةٍ بدمِ
(2) امْ هَبت الريْح مِنْ تلْقَاءِ كَاظِمَةٍ وَاوْمَضَ الْبرقُ فِي الظَّلْمَاءِ مِنْ اضَمِ
(3) فَمَا لِعَيْنَيْكَ انْ قُلْت اكْفُفَا هَمَتا وَمَا لِقَلْبكَ انْ قُلْت اسْتفِقْ يَهِمِ
(4) ايَحسَب الصَّب انَّ الْحب مُنْكَتمٌ مَا بيْنَ مُنْسَجمٍ مِنْهُ وَمُضْطَرمِ
(5) لَوْلا الْهَوَى لَمْ ترقْ دمْعًا عَلَى طَلَلِ وَلا ارقْت لِذكْر الْبانِ وَالْعَلَمِ
(6) فَكَيْفَ تنْكِر حبا بعْد مَا شَهِدت بهِ عَلَيْكَ عُدوْلُ الدمْعِ وَالسَّقَمِ
(7) وَاثبت الْوَجد خطَّي عَبرةٍ وَّضَنًي مِثلَ الْبهَار عَلَى خديْكَ وَالْعَنَمِ
(8) نَعَمْ سَرى طَيْفُ مَنْ اهْوَى فَارقَنِيْ وَالْحب يَعْترضُ اللَّذات بالالَمِ
(9) يَالائِمِي فِي الْهَوَى الْعُذريِّ مَعْذرةً مِنِّيْ الَيْكَ وَلَوْ انْصَفْت لَمْ تلُمِ
(10) عَدتكَ حالِيْ لا سِرىْ بمُسْتتر عَنِ الْوُشَاةِ وَلا دائِيْ بمُنْحسِمِ
(11) مَحضْتنِي النُصْح لَكِنْ لَّسْت اسْمَعُهُ انَّ الْمُحب عَنِ الْعُذالِ فِيْ صَمَمِ
(12) انِّي اتهَمْت نَصِيْح الشَّيْب فِيْ عَذلِيْ وَالشَّيْب ابعَد فِيْ نُصْح عَنِ التهَمِ
(13) فَانَّ امَّارتيْ بالسُّوْءِ مَا اتعَظْت مِنْ جهْلِهَا بنَذيْر الشَّيْب وَالْهَرمِ
(14) وَلا اعَدت مِنَ الفِعْلِ الْجمِيْلِ قِرى ضَيْفٍ الَمَّ براسِي غَيْر مُحتشَمِ
(15) لَوْ كُنْت اعْلَمُ انِّيْ مَا اوَقِّرهُ كَتمْت سِرا بدا لِىْ مِنْهُ بالْكَتمِ
(16) مَنْ لِّيْ برد جمَاح مِّنْ غَوَايَتهَا كَمَا يُرد جمَاح الْخيْلِ باللُّجمِ
(17) فَلا ترمْ بالْمَعَاصِيْ كَسْر شَهْوَتهَا انَّ الطَّعَامَ يُقَوِّيْ شَهْوَةَ النَّهِمِ
(18) وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ انْ تهْمِلْهُ شَب عَلَى حب الرضَاعِ وَانْ تفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
(19) فَاصْرفْ هَوَاهَا وَحاذر انْ توَلِّيَهُ انَّ الْهَوٰى مَا توَلَّى يُصْمِ اوْ يَصِمِ
(20) وَراعِهَا وَهْيَ فِي الاعْمَالِ سَائِمَةٌ وَانْ هِيَ اسْتحلَت الْمَرعٰى فَلا تسِمِ
(21) كَمْ حسَّنَت لَذةً لِلْمَرءِ قَاتلَةً مِنْ حيْث لَمْ يَدر انِّ السُّمَّ فِي الدسَمِ
(22) وَاخشَ الدسَائِسَ مِنْ جوْعٍ وَّمِنْ شَبعٍ فَرب مَخمَصَةٍ شَر مِّنَ التخمِ
(23) وَاسْتفْرغِ الدمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَد امْتلات مِنَ الْمَحارمِ وَالْزَمْ حمْيَةَ النَّدمِ
(24) وَخالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا وَانْ هُمَا مَحضَاكَ النُّصْح فَاتهِمِ
(25) وَلا تطِعْ مِنْهُمَا خصْما وَّلا حكَما فَانْت تعْرفُ كَيْد الْخصْمِ وَالْحكَمِ
(26) اسْتغْفِر اللهَ مِنْ قَوْلٍ بلا عَمَلٍ لَقَد نَسَبت بهِ نَسْلا لِذيْ عُقُمِ
(27) امَرتكَ الْخيْر لَكِنْ مَا ائْتمَرت بهِ وَمَا اسْتقَمْت فَمَا قَوْلِيْ لَكَ اسْتقِمِ
(28) وَلا تزوَّدت قَبلَ الْمَوْت نَافِلَةً وَلَمْ اصَلِّ سِوَى فَرضٍ وَلَمْ اصُمِ
(29) ظَلَمْت سُنَّةَ مَنْ احيَ الظَّلَامَ الَى انِ اشْتكَت قَدمَاهُ الضُّر مِنْ وَرمِ
(30) وَشَد مِنْ سَغَب احشَاءَهُ وَطَوٰى تحت الْحجارةِ كَشْحا مُترفَ الادمِ
(31) وَراوَدتهُ الْجبالُ الشُّمُّ مِنْ ذهَب عَنْ نَفْسِهِ فَاراهَا ايَّمَا شَمَمِ
(32) وَاكَّدت زهْدهُ فِيْهَا ضَروْرتهُ انَّ الضَّروْرةَ لا تعْدوْ عَلَى الْعِصَمِ
(33) وَكَيْفَ تدعُوْ الَى الدنْيَا ضَروْرةُ مَنْ لَوْلاهُ لَمْ تخرج الدنْيَا مِنَ الْعَدمِ
(34) مُحمَّد سَيِّد الْكَوْنَيْنِ وَالثقَلَيْنِ وَالْفَريْقَيْنِ مِنْ عُرب وَّمِنْ عَجمِ
(35) نَبيُّنَا الامِر النَّاهِيْ فَلا احد ابر فِيْ قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ
(36) هُوَ الْحبيْب الَّذيْ ترجى شَفَاعَتهُ لِكُلِّ هَوْلٍ مِّنَ الاهْوَالِ مُقْتحمِ
(37) دعَا الَى اللهِ فَالْمُسْتمْسِكِمُوْنَ بهِ مُسْتمْسِكِمُوْنَ بحبلٍ غَيْر مُنْفَصِمِ
(38) فَاقَ النَّبيِّيْنَ فِيْ خلْقٍ وَفِيْ خلُقٍ وَلَمْ يُدانُوْهُ فِيْ عِلْمٍ وَّلا كَرمِ
(39) وَكُلُّهُمْ مِّنْ رسُوْلِ اللهِ مُلْتمِسٌ غَرفًا مِّنَ الْبحر اوْ رشْفًا مِّنَ الديَمِ
(40) وَ وَاقِفُوْنَ لَديْهِ عِنْد حدهِمِ مِنْ نُّقْطَةِ الْعِلْمِ اوْ مِنْ شَكْلَةِ الْحكَمِ
(41) فَهْوَ الَّذيْ تمَّ مَعْنَاهُ وَصُوْرتهُ ثمَّ اصْطَفَاهُ حبيْبا بارئُ النَّسَمِ
(42) مُنَزهٌ عَنْ شَريْكٍ فِيْ مَحاسِنِهِ فَجوْهَر الْحسْنِ فِيْهِ غَيْر مُنْقَسِمِ
(43) دعْ مَا ادعَتهُ النَّصَارٰى فِيْ نَبيِّهِمِ وَاحكُمْ بمَا شِئْت مَدحا فِيْهِ وَاحتكِمِ
(44) فَانْسُب الَى ذاتهِ مَا شِئْت مِنْ شَرفٍ وَانْسُب الَى قَدرهِ مَا شِئْت مِنْ عِظَمِ
(45) فَانَّ فَضْلَ رسُوْلِ اللهِ لَيْسَ لَهُ حد فَيُعْرب عَنْهُ نَاطِقٌ بفَمِ
(46) لَوْ نَاسَبت قَدرهُ ايَاتهُ عِظَمًا احيَى اسْمُهُ حيْنَ يُدعَى دارسَ الرمَمِ
(47) لَمْ يَمْتحنَّا بمَا تعْيَ الْعُقُوْلُ بهِ حرصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرتب وَلَمْ نَهِمِ
(48) اعْيَ الْوَرٰى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرى لِلْقُرب وَالْبعْد مِنْهُ غَيْر مُنْفَحمِ
(49) كَالشَّمْسِ تظْهَر لِلْعَيْنَيْنِ مِنْ بعُد صَغِيْرةً وَتكِلُّ الطَّرفَ مِنْ امَمِ
(50) وَكَيْفَ يُدركُ فِي الدنْيَا حقِيْقَتهُ قَوْمٌ نِيِامٌ تسَلَّوْا عَنْهُ بالْحلُمِ
(51) فَمَبلَغُ الْعِلْمِ فِيْهِ انَّهُ بشَر وَانَّهُ خيْر خلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ
(52) وَكُلُّ ايٍ اتى الرسْلُ الْكِرامُ بهَا فَانَّمَا اتصَلَت مِنْ نُوْرهِ بهِمِ
(53) فَانَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبهَا يُظْهِرنَ انْوَارهَا لِلنَّاسِ فِيْ الظُّلَمِ
(54) اكْرمْ بخلْقِ نَبيٍّ زانَهُ خلُقٌ بالْحسْنِ مُشْتمِلٍ بالْبشْر مُتسِمِ
(55) كَالزهْر فِيْ ترفٍ وَالْبدر فِيْ شَرفٍ وَالْبحر فِيْ كَرمٍ وَالدهْر فِيْ هِمَمِ
(56) كَانَّهُ وَهُوَ فَرد فِيْ جلالَتهِ فِيْ عَسْكَر حيْنَ تلْقَاهُ وَفِيْ حشَمِ
(57) كَانَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُوْنُ فِيْ صَدفٍ مِنْ مَعْدنِيْ مَنْطِقٍ مِّنْهُ وَمُبتسَمِ
(58) لا طِيْب يَعْدلُ تربا ضَمَّ اعْظُمَهُ طُوْبٰى لِمُنْتشِقٍ مِّنْهُ وَمُلْتثمِ
(59) ابانَ مَوْلِدهُ عَنْ طِيْب عُنْصُرهِ يَا طِيْب مُبتدا مِّنْهُ وَمُختتمِ
(60) يَوْمَ تفَرسَ فِيْهِ الْفُرسُ انَّهُمْ قَد انْذروْا بحلُوْلِ الْبؤْسِ وَالنِّقَمِ
(61) وَبات ايْوَانُ كِسْرٰى وَهُوَ مُنْصَدعٌ كَشَمْلِ اصْحاب كِسْرٰى غَيْر مُلْتئِمِ
(62) وَالنَّار خامِدةُ الانْفَاسِ مِنْ اسَفٍ عَلَيْهِ وَالنَّهْر سَاهِي الْعَيْنِ مِنْ سَدمِ
(63) وَسَاءَ سَاوَةَ انْ غَاضَت بحيْرتهَا وَرد وَاردهَا بالْغَيْظِ حيْنَ ظَمِي
(64) كَانَّ بالنَّار مَا بالْمَاءِ مِنْ بلَلٍ حزنًا وَبالْمَاءِ مَا بالنَّار مِنْ ضَرمِ
(65) وَالْجنُّ تهْتفُ وَالانْوَار سَاطِعَةٌ وَالْحقُّ يَظْهَر مِنْ مَّعْنًى وَّمِنْ كَلِمِ
(66) عَمُوْا وَصَمُّوْا فَاعْلانُ الْبشَائِر لَمْ تسْمَعْ وَبارقَةُ الانْذار لَمْ تشَمِ
(67) مِنْ بعْد مَا اخبر الاقْوَامَ كَاهِنُهُمْ بانَّ ديْنَهُمُ الْمُعَوَّج لَمْ يَقُمِ
(68) وَبعُد مَا عَايَنُوْا فِيْ الافْقِ مِنْ شُهُب مُنْقَضَّةٍ وَّفْقَ مَا فِيْ الارضِ مِنْ صَنَمِ
(69) حتٰى غَدا عَنْ طَريْقِ الْوَحيِ مُنْهَزمٌ مِنَ الشَّيَاطِيْنِ يَقْفُوْا اثر مُنْهَزمِ
(70) كَانَّهُمْ هَربا ابطَالُ ابرهَةٍ اوْ عَسْكَر بالْحصٰى مِنْ راحتيْهِ رمِيْ
(71) نَبذا بهِ بعْد تسْبيْح ببطْنِهمَا نَبذ الْمُسَبح مِنْ احشَاءِ مُلْتقِمِ
(72) جاءَت لِدعْوَتهِ الاشْجار سَاجدةً تمْشِيْ الَيْهِ عَلَى سَاقٍ بلا قَدمِ
(73) كَانَّمَا سَطَّرت سَطْرا لِمَا كَتبت فُروْعُهَا مِنْ بديْعِ الْخطِّ فِي الْلَقََمِ
(74) مِثلُ الْغَمَامَةِ انّى سَار سَائِرةً تقِيْهِ حر وَطِيْسٍ لِلْهَجيْر حمِيْ
(75) اقْسَمْت بالْقَمَر الْمُنْشَقِّ انَّ لَهُ مِنْ قَلْبهِ نِسْبةً مَبروْرةَ الْقَسَمِ
(76) وَمَا حوَى الْغَار مِنْ خيْر وَّمِنْ كَرمٍ وَكُلُّ طَرفٍ مِّنَ الْكُفَّار عَنْهُ عَمِ
(77) فَالصِّدقُ فِي الْغَار وَالصِّديْقُ لَمْ يَرمَا وَهُمْ يَقُوْلُوْنَ مَا بالْغَار مِنْ ارمِ
(78) ظَنُّوا الْحمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبوْت عَلَى خيْر الْبريَّةِ لَمْ تنْسُج وَلَمْ تحمِ
(79) وِقَايَةُ اللهِ اغْنَت عَنْ مُضَاعَفَةٍ مِنَ الدروْعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الْاطُمِ
(80) مَا سَامَنِى الدهْر ضَيْمًا وَاسْتجرت بهِ الَّا وَنِلْت جوَارا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ
(81) وَلا الْتمَسْت غِنىَ الداريْنِ مِنْ يَدهِ الا اسْتلَمْت النَّدٰى مِنْ خيْر مُسْتلِمِ
(82) لا تنْكِر الْوَحيَ مِنْ رؤْيَاهُ انَّ لَهُ قَلْبا اذا نَامَت الْعَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ
(83) فَذاكَ حيْنَ بلُوْغٍ مِنْ نُبوَّتهِ فَلَيْسَ يُنْكَر فِيْهِ حالُ مُحتلِمِ
(84) تباركَ اللّٰهُ مَا وَحيٌ بمُكْتسَب وَلا نَبيٌّ عَلَى غَيْب بمُتهَمِ
(85) كَمْ ابرات وَصَبا باللَّمْسِ راحتهُ وَاطْلَقَت اربا مِّنْ ربقَةِ اللَّمَمِ
(86) وَاحيَت السَّنَةَ الشَّهْباءَ دعْوَتهُ حتٰى حكَت غُرةً فِيْ الاعْصُر الدهُمِ
(87) بعَارضٍ جاد اوْ خلْت الْبطَاح بهَا سَيْبا مِنَ الْيَمِّ اوْ سَيْلا مِنَ الْعَرمِ
(88) دعْنِيْ وَوَصْفِيْ ايَات لَهُ ظَهَرت ظُهُوْر نَار الْقِرٰى لَيْلا عَلَى عَلَمِ
(89) فَالدر يَزداد حسْنا وَهُوَ مُنْتظِمٌ وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَدرا غَيْر مُنْتظِمِ
(90) فَمَا تطَاوَلُ امَالُ الْمَديْح الى مَا فِيْهِ مِنْ كَرمِ الاخلاقِ وَالشِّيَمِ
(91) ايَات حقٍّ مِنَ الرحمٰنِ مُحدثةٌ قَديمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوفِ بالْقِدمِ
(92) لَمْ تقْترنْ بزمَانٍ وَهْيَ تخبرنَا عَنِ الْمَعَاد وَعَنْ عَاد وَعَنْ ارمِ
(93) دامَت لَديْنَا فَفَاقَت كُلَّ مُعْجزةٍ مِنَ النَّبيِّيْنَ اذ جاءَت وَلَمْ تدمِ
(94) مُحكَّمَات فَمَا يُبقِيْنَ مِنْ شُبهٍ لِذيْ شِقَاقٍ وَلا يَبغِيْنَ مِنْ حكَمِ
(95) مَاحوْربت قَطُّ الا عَاد مِنْ حرب اعْدى الاعَادي الَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ
(96) ردت بلاغَتهَا دعْوَى مُعَارضِهَا رد الغَيُوْر يَد الْجانِيْ عَنِ الْحرمِ
(97) لَهَا مَعَانٍ كَمَوْج الْبحر فِيْ مَدد وَفَوْقَ جوْهَرهِ فِي الْحسْنِ وَالْقِيَمِ
(98) فَلا تعَد وَلا تحصَى عَجائِبهَا وَلا تسَامُ عَلَى الاكْثار بالسَّامِ
(99) قَرت بهَا عَيْنُ قَاريهَا فَقُلْت لَه لَقَد ظَفِرت بحبلِ اللهِ فَاعْتصِمِ
(100) انْ تتلُهَا خيْفَةً مِنْ حر نَار لَظٰى اطْفَات نَار لَظَى مِنْ وَردهَا الشَّبمِ
(101) كَانَّهَا الْحوْضُ تبيَضُّ الْوُجوْهُ بهِ مِنَ الْعُصَاةِ وَقَد جاؤُهُ كَالْحمَمِ
(102) وَكَالصِّراطِ وَكَالْمِيْزانِ مَعْدلَةً فَالْقِسْطُ مِنْ غَيْرهَا فِي النَّاسِ لَمْ يَقُمِ
(103) لا تعْجبنْ لِّحسُوْد راح يُنْكِرهَا تجاهُلا وَهُوَ عَيْنُ الْحاذقِ الْفَهِمِ
(104) قَد تنْكِر الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رمَد وَيُنْكِر الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمِ
(105) يَا خيْر مَن يَّمَّمَ الْعَافُوْنَ سَاحته سَعْيا وَفَوْقَ مُتوْنِ الايْنُقِ الرسُمِ
(106) وَمَنْ هُوَ الايَةُ الْكُبرٰى لِمُعْتبر وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ الْعُظْمٰى لِمُغْتنِمِ
(107) سَريْت مِنْ حرمٍ لَيْلا الَى حرمٍ كَمَا سَرى الْبدر فِي داج مِنَ الظُّلَمِ
(108) وَبت ترقىٰ الَى انْ نِلْت مَنْزلَةً مِنْ قَاب قَوْسَيْنِ لَمْ تدركْ وَلَمْ ترمِ
(109) وَقَدمَتكَ جمِيْعُ الانْبيَاءِ بهَا وَالرسُلِ تقْديْمَ مَخدوْمٍ عَلَى خدمِ
(110) وَانْت تخترقُ السَّبعَ الطِّباقَ بهِمْ فِيْ مَوْكِب كُنْت فِيْهِ صَاحب الْعَلَمِ
(111) حتى اذا لَمْ تدعْ شَاوا لِمُسْتبقٍ مِنَ الدنُوِّ وَلا مَرقًى لِمُسْتنِمِ
(112) خفَضْت كُلَّ مَقَامٍ بالاضَافَةِ اذ نُوْديْت بالرفْعِ مِثلَ الْمُفْرد الْعَلَمِ
(113) كَيْمَا تفُوْز بوَصْلٍ ايِّ مُسْتتر عَنِ الْعُيُوْنِ وِسِر ايِّ مُكْتتمِ
(114) فَحزت كُلَّ فِخار غَيْر مُشْتركٍ وَجزت كُلَّ مَقَامٍ غَيْر مُزدحمِ
(115) وَجلَّ مِقْدار مَا وُلِّيْت مِن رتب وَعَز ادراكُ مَا اوْلِيْت مِن نِّعَمِ
(116) بشْرٰى لَنَا مَعْشَر الاسْلامِ انَّ لَنَا مِنَ الْعِنَايَةِ ركْنا غَيْر مُنْهَدمِ
(117) لَمَّا دعَا اللهُ داعِيْنَا لِطَاعَتهِ باكْرمِ الرسُلِ كُنَّا اكْرم الامَمِ.
(118) راعَت قُلُوْب الْعِدٰى انْباءُ بعْثتهِ كَنَباةٍ اجفَلَت غُفَّلا مِنَ الْغَنَمِ
(119) مَا زالَ يَلْقَاهُمْ فِيْ كُلِّ مُعْتركٍ حتى حكَوْا بالْقَنَا لَحما عَلَى وَضَمِ
(120) وَدوْا الْفِرار فَكَادوْا يَغْبطُوْنَ بهِ اشْلاءَ شَالَت مَعَ الْعِقْبانِ وَالرخمِ
(122) كَانَّمَا الديْنُ ضَيْفٌ حلَّ سَاحتهُمْ بكُلِّ قَرمٍ الَى لَحمِ الْعِدٰى قَرمِ
(123) يَجر بحر خمِيْسٍ فَوْقَ سَابحةٍ يَرمِيْ بمَوْج مِنَ الابطَالِ مُلْتطِمِ
(124) مِنْ كُلِّ مُنْتدب لِلّهِ مُحتسِب يَسْطُوْ بمُسْتاصِلٍ لِلْكُفْر مُصْطَلِمِ
(125) حتى غَدت مِلَّةُ الاسْلامِ وَهْيَ بهِمْ مِنْ بعْد غُربتهَا مَوْصُوْلَةَ الرحمِ
(126) مَكْفَُوْلَةً ابدا مِّنْهُمْ بخيْراب وَخيْر بعْلٍ فَلَمْ تيْتمْ وَلَمْ تئِمِ
(127) هُمُ الْجبالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُصَادمَهُمْ مَاذا راوْا مِنْهُمْ فِيْ كُلِّ مُصْطَدمِ
(128) وَسَلْ حنَيْنا وَسَلْ بدرا وَسَلْ احدا فُصُوْلَ حتفٍ لَهُمْ ادهٰى مِنَ الْوَخمِ
(129) الْمُصْدري الْبيْضِ حمْرا بعْد مَا وَردت مِنَ الْعِدٰى كُلَّ مُسْوَد مِنَ اللِّمَمِ
(130) وَالْكَاتبيْنَ بسُمْر الْخطِّ مَا تركَت اقْلامُهُمْ حرفَ جسْمٍ غَيْرمُنْعَجمِ
(131) شَاكَِي السِّلاح لَهُمْ سِيْمَا تمَيِّزهُمْ وَالْوَرد يَمْتاز بالسِّيْمَا مِنْ السَّلَمِ
(132) تهْديْ الَيْكَ ريَاح النَّصْر نَشْرهُمُ فَتحسِب الزهْر فِيْ الاكْمَامِ كُلَّ كَمِي
(133) كَانَّهُمْ فِي ظُهُوْر الْخيْلِ نَبت ربى مِنْ شِدةِ الحزمِ لَا مِنْ شَدةِ الْحزمِ
(134) طَارت قُلُوْب العِدٰى مِنْ باسِهِمْ فَرقا فَمَا تفَرقَ بيْنَ الْبهْمِ وَالْبهَمِ
(135) وَمَنْ تكُنْ برسُوْلِ اللهِ نُصْرتهُ انْ تلْقَهُ الْاسْد فِي اجامِهَا تجمِ
(136) وَلَنْ ترى مِنْ وَّلِيٍّ غَيْر مُنْتصَر به وَلا مِنْ عَدوٍّ غَيْر مُنْقَصِمِ
(137) احلَّ امَّتهُ فِي حرز مِلَّتهِ كَاللَّيْث حلَّ مَعَ الاشْبالِ فِي اجمِ
(138) كَمْ جدلَت كَلِمَات اللهِ مِنْ جدلٍ فِيْهِ وَكَمْ خصَّمَ الْبرهَانُ مِنْ خصِمِ
(139) كَفَاكَ بالْعِلْمِ فِي الامِّيِّ مُعْجزةً فِي الْجاهِلِيَّةِ وَالتاديْب فِي الْيُتمِ
(140) خدمْته بمَديْح اسْتقِيْلُ به ذنُوْب عُمْر مَضَى فِي الشِّعْر وَالْخدمِ
(141) اذ قَلَّدانِيْ مَا تخشٰى عَوَاقِبه كَانَّنِىْ بهِمَا هَديٌ مِنَ النَّعَمِ
(142) اطَعْت غَيَّ الصِّبا فِي الْحالَتيْنِ وَمَا حصَّلْت الا عَلَى الاثامِ وَالنَّدمِ
(143) فَيَا خسَارةَ نَفْسٍ فِيْ تجارتهَا لَمْ تشْتر الديْنَ بالدنْيَا وَلَمْ تسُمِ
(144) وَمَنْ يَبعْ اجلا مِنْهُ بعَاجلِهِ يَبنْ لَهُ الْغَبنُ فِي بيْعٍ وَفِي َسلَمِ
(145) انْ ات ذنْبا فَمَا عَهْدي بمُنْتقِضٍ مِنَ النَّبيِّ وَلَا حبلِيْ بمُنْصَرمِ
(146) فَانّ لِي ذمَّةً مِنْهُ بتسْمِيَّتي مُحمَّدا وَهُوَ اوْفَى الْخلْقِ بالذمَمِ
(147) انْ لَمْ يَكُنْ فِي مَعَادي اخذا بيَدي فَضْلا وَالا فَقُلْ يَازلَّةَ الْقَدمِ
(148) حاشَاهُ انْ يُحرمَ الراجي مَكَارمَهُ اوْ يَرجعَ الْجار مِنْهُ غَيْر مُحترمِ
(149) وَمُنْذ الْزمْت افْكَاري مَدائِحهُ وَجدتهُ لِخلَاصِي خيْر مُلْتزمِ
(150) وَلَنْ يَفُوْت الْغِنٰى مِنْهُ يَدا تربت انَّ الْحيَا يُنْبت الازهَار فِي الاكَمِ
(151) وَلَمْ ارد زهْرةَ الدنْيَا الَّتي قَطَفَت يَدا زهَيْر بمَا اثنٰى عَلَى هَرمِ
(152) يَا اكْرمَ الْخلْقِ مَا لِيْ مَنْ الُوْذ بهِ سِوَاكَ عِنْد حلُوْلِ الْحادث الْعَمِمِ
(153) وَلَن يَّضِيْقَ رسُوْلَ اللهِ جاهُك بي اذ الْكَريْمُ تجلَّى باسْمِ مُنْتقِمِ
(154) فَانَّ مِنْ جوْدكَ الدنْيَا وَضَرتهَا وَمِنْ عُلُوْمِكَ عِلْمَ اللَّوْح وَالْقَلَمِ
(155) يَا نَفْسُ لا تقْنَطِي مِنْ زلَّةٍ عَظُمَت انَّ الْكَبائِر فِي الْغُفْرانِ كَالَّلَمَمِ
(156) لَعَلَّ رحمَةَ ربي حيْنَ يَقْسِمُهَا تاتي عَلى حسَب الْعِصْيَانِ فِي الْقِسَمِ
(157) يَا رب وَاجعَلْ رجائِي غَيْر مُنْعَكَسٍ لَديْكَ وَاجعَلْ حسَابي غَيْرمُنْخرمِ
(158) وَالْطُفْ بعَبدكَ فِي الداريْنِ انّ لَهُ صَبرا مَتٰى تدعُهُ الاهْوَالُ يَنْهَزمِ
(159) وَائْذنْ لِسُحب صَلاةٍ مِنْكَ دائِمَةً عَلَى النَّبيِّ بمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجمِ
(160) وَالالِ وَالصَّحب ثمَّ التابعِيْنَ لَهُمْ اهْلِ التقٰى وَالنُّقٰى وَالْحلْمِ وَالْكَرمِ
(161) مَا رنَّحت عَذبات الْبانِ ريْح صَبا وَاطْرب الْعِيْسَ حادي الْعِيْسِ بالنَّغَمِ
قصيدة البردة للبوصيري