مستعملة في معنى الانشاء مجازا او استعارة بان يشبه النسبة الانشائية الكائنة في ليعد بالنسبة الاخبارية، واريد النسبة الانشائية، وبتبعية هذه الاستعارة استعملت الصيغة الموضوعة للنسبة الاخبارية اعني: عدت حالي في النسبة الانشائية اعني: ليعد حالي، ونظيرها كثير في الحديث والقران كما لا يخفى على اهل البيان. ونكتة المجاز اما التفاؤل كانّه دعا واستجيب، واما لاظهار شدة حرصه ورغبته على وقوعه كانه لكمال حرصه تخيل وقوعه، فعبر بالماضي، وقوله: ½حالي¼ بالرفع على انه فاعل ½عدت¼، وهي مؤنث سماعي وقد تذكّر، والحال في اللغة نهاية الماضي وبداية المستقبل، وفي اصطلاح النحويين: ما يبين هيئة الفاعل او المفعول به لفظا نحو: ضربت زيدا قائما، او معنى نحو زيد في الدار قائما، وفي اصطلاح الحكماء: كيفية في النفس غير راسخة فيها لانهم قسموا الكيفيات النفسانية الى قسمين لانّها ان كانت راسخة في النفس فهي ملكة، وان لم تكن راسخة فهي حال، فالحال بهذا المعنى ما لا يكون معدوما ولا موجودا ولا دائما كالحزن والسرور الغير الدائمين، و½الحال¼ في اصطلاح اهل الحق والتصوف: معنى يرد على القلب من غير تصنع ولا اجتناب ولا اكتساب من طَرب او حزن او فيض او بسط اوهيبة اوخشية، ويزول بظهور صفات النفس سواء يعقبه المثل او لا فاذا دام وصار ملكة يسمّى مقاما، فالاحوال مواهب، والمقامات مكاسب، والاحوال تاتي من عين الجود، والمقامات تحصل ببذل المجهود، والمراد هاهنا الحال التصوفي، فيكون المعنى سرى اليك ما كان في قلبي من الحب الحقيقي؛ لانّك وان لمتني صورةً لكن ما لمتني حقيقةً او ابتلاك الله بمثل ما ابتليت به، ثمّ كان سائلا: قال: كيف كان حالك؟ فاجاب بقوله:

 ½لا سري... الى اخره¼، فتكون جملة ½لا سري بمستتر¼ استينافية معانية، ولا مشبهة بلَيْس، و½سري¼ مضاف الى ياء المتكلم وهو الامر الخفي، وهوبالرفع محلا اسم لا، فان قلت: ان اسم ½لا المشبهة بلَيْسَ¼ لا يكون معرفة فكيف يكون قوله: ½سري¼ اسم ½لا¼ مع كونه معرفة لكونه مضافا الى المعرفة؟ قلت: هذا مبني على مذهب الاخفش، فانّه وان لم يجوزه الجمهور لكن الاخفش جوزه والباء في ½بمستتر¼ زائدة، وهو خبر ½لا¼ و½عن¼ متعلق بـ½مستتر¼، و½الوشاة¼ جمع واشٍ كالنُّحاة والغُزاة، والواشي بمعنى الفاجر المنافق الذي يسعى بالفساد بين العاشق والمعشوق ليفرق بينهما قال الشاعر: