عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

وشَرابُ أهلِ النَّارِ خَطِيرٌ جدًّا، وإنّه لَوْ أُلقِيَتْ منه قَطْرَةٌ في دارِ الدّنيا لَأَفْسَدَتْ على أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايشَهم، ففي الحديثِ الشريفِ: «إنّ في النار حَيَّاتٍ كأَمثال أعناق‏ ‏البُختِ‏ ‏تَلسَعُ إحداهُنَّ اللَّسعَةَ فيَجِدُ‏ ‏حَموَتَها ‏أربعينَ خَرِيفًا وإنّ في النَّارِ عَقارِبَ كأمثال البِغال‏ ‏الْمُوكَفَة ‏َتَلسَعُ إحداهُنَّ اللَّسعَةَ فيَجدُ حَموَتَها أربعينَ سنَةً‏»[1]، وفي حديثِ التِّرمِذِيِّ: «الصَّعُودُ جَبَلٌ مِن نارٍ يَتصَعَّدُ فيهِ الكافِرُ سَبعِينَ خَرِيفًا ويَهوِي فيه كذلك أَبَدًا»[2]، فالعَجَبُ لِمَن يَعلَمُ كُلَّ ذلك ولا يَتجَنَّبُ الذُّنُوبَ، ويَشتَغِلُ بمَلذَّاتِ الدنيا وجَمعِ الحطامِ حتى ماذا تَنفَعُه هذه الدُّنيا.

أطعمة خطيرة في جهنم

مَن كان شُغلُه أَكلَ الطَّعامِ اللَّذِيذِ دُونَ مُبالاة عن طريقِ كَسبِه، فعليه أن لا يَنسَى أطعِمَةً خَطِيرَةً في جَهنَّمَ، في روايةِ التِّرمِذِيِّ: «يُلقَى على أهلِ النَّارِ الْجُوعُ فيَعدِلُ ما هم فيهِ مِن العذاب فيَستَغِيثُونَ فيُغاثُونَ بطعامٍ مِن ضَرِيعٍ لا يُسمِنُ ولا يُغنِي


 



[1] "مسند أحمد بن حنبل"، ٦/٢١٦، (١٧٧٢٩).

[2] "سنن الترمذي"، ٤/٢٦٠، (٢٥٨٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403