جَرِيحًا مُتَقَلِّبًا فما تَمالَكَ الأميرُ نفسه إلاّ وتَكَلَّمَ قائلاً: يَسلمُ الطَّيْرُ ما دامَ صامِتًا لكنّه بزَقزَقَتِه أُصِيبَ بسَهْمٍ ولِلأَسَفِ تَكَلَّمْتُ أيضًا بزَقْزَقَتِه.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
السلامة في الصمت
أيّها الإخوة! لو فَرَضْنَا أنّ هذه القِصَّةَ موضوعَةٌ لكن مِنَ الْحَقائِقِ التي لا تُرْفَضُ أنّ الرّجُلَ كثيرَ الكلامِ دُونَ نَفْعٍ يُضيِّعُ مُعْظَم وقتِه ووقتِ الآخَرين، وكثيرًا مَا يَتَحَرَّجُ ويَندَمُ على كثيرٍ مِن أقوالِه حَقًّا يَسلَمُ الإنسانُ مِن الآفاتِ والْمَصائِب ما دامَ صامِتًا عن كلامٍ لا طائِلَ تَحْتَه.
بهرام والطير
يُقال: كان بَهرامُ جالِسًا ذاتَ لَيْلَةٍ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فسَمِعَ منها صَوْتَ طائرٍ فرَمَاه، فأَصابَه، فقال: ما أَحْسَنَ حِفظَ اللِّسانِ بالطائِرِ، والإنسانُ لو حَفِظَ لِسانَه ما هَلَكَ[1].