كان مُؤاخِيًا لِمَلَكِ الْمَوتِ فَزارَه فَقالَ لَه يَعقُوبُ عَلَيه الصلاةُ والسلامُ: يا مَلكَ الْمَوتِ، أَزائِراً جئتَ أم قابضاً رُوحِي؟ فَقالَ: بَل زائِراً، قالَ: فإنِّي أَسأَلُكَ حاجَةً، قالَ: وما هِي؟ قال: أن تُعْلِمَني إذا دَنَى أَجلِي وأَرَدتَ أن تَقبِضَ رُوحِي، فَقال: نَعَم أُرسِلُ إلَيك رَسُولَين أو ثَلاثَةً فلمَّا انْقَضَى أجَلُه أتَى إليه مَلَكُ الْمَوتِ، فَقال: أَزائِراً جئتَ، أم لِقَبضِ رُوحِي؟ فَقال: لِقَبضِ رُوحِكَ، فَقالَ: أوَلَستَ كنتَ أَخبَرتَني أنَّكَ تُرسِلُ إليَّ رَسُولَين، أو ثَلاثةً؟ قال: قَد فَعَلتُ، بَياضُ شَعرِكَ بَعدَ سَوادِه، وضُعفُ بَدَنِك بَعد قُوَّتِه، وانْحِناءُ جِسمِك بَعدَ استِقامَتِه، هذِه رُسُلِي يا يَعقُوبُ إلى بَنِي آدَمَ، قَبلَ الْمَوتِ:
مضى الدهر والأيام والذنب حاصل |
وجاء رسول الموت والقلب غافل |
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة |
وعيشك في الدنيا محال وباطل[1] |
المرض هو أيضا رسول الموت
أيها المسلمون! قد عَرَفنا أنَّ مَلَكَ الْمَوتِ عليه السلام يُرسِلُ رُسُلَه إلى بَني آدمَ قَبلَ الْمَوتِ، وبالإضافَةِ إلى الرُّسلِ الثَّلاثَةِ الَّتِي