عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

على قبرِه نَبكِي، فإذا أصبَحنَا سِرنا، فباتُوا على قبرِه يَبكُونَ، فلمَّا جاء وَجهُ السَّحَرِ غَشِيَهُم النُّعاسُ فأصبَحُوا وقد أنبَتَ اللهَُ على قبرِه اثنتَي عشَرةَ سَرْوَةً، وكان أوّلُ سَرْوٍ أنبَتَه اللهَُ عزّ وجلّ على وجهِ الأرضِ، فقالوا: ما أنبَتَ اللهُ هذا الشَّجَرَ في هذا الْمَكانِ إلاَّ وقد أَحَبَّ اللهُ عِبادتَنا فيه، فأقَامُوا يَعبُدُونَ اللهَ عزَّ وجلَّ على قبرِه، كُلَّما مات رجُلٌ دَفَنُوه إلى جانبهِ، فماتُوا بأجمَعِهم رحمهم الله تعالى، فكان بَنو إسرائيل يَحُجُّون إلَى قُبُورِهم[1].

صلّوا على الحبيب!   صلّى الله تعالى على محمد

الله يرانا

أرأيتم أيها الإخوة الأحباب! إنّ اللهَ تعالى ذُو رَحمَةٍ واسِعَةٍ، إذا تابَ العَبدُ إلى ربِّه توبَةً صادِقةً فإنّ اللهَ سبحانه وتعالى يَرضَى عنه، وعَلِمنَا أيضًا أنّ الله تعالى يَرَى مَن يَرتَكِبُ المعاصِيَ مُختَفِيًا عن الناسِ، وأنّ مُؤْمِني الأُمَمِ السابِقةِ كانوا يَحضُرُونَ إلى قُبورِ الأولِياء الصَّالِحِينَ.


 



[1] ذكره الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد في "كتاب التوابين"، ذكر التوابين من آحاد الأمم الماضية، توبة صاحب فاحشة، صـ٩٠-٩١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403