فلانُ! أمَا تَستَحيِي؟ ألَم تَتُبْ مِن هذا الذَّنبِ وقُلتَ: إنّكَ لا تعودُ فيه؟ فخرَجَ مِن الماء فزِعًا وهو يقول: لا أَعصِي اللهَ، فأتَى جَبَلاً فيه اثنا عَشَرَ رَجُلاً يَعبُدُونَ اللهَ عزّ وجلّ فلَمْ يَزَل معهم حتّى قَحَطَ مَوضِعُهم فنَـزَلُوا يَطلُبُونَ الكَلأََ فمَرُّوا على ذلك النَّهرِ فقال لهم الرجلُ: أمّا أنا فلَسْتُ بذاهِب معكم قالوا: لِمَ؟ قال: لأنّ ثَمّ مَن قد اِطَّلَعَ مِنِّي على خَطِيئَةٍ فأنا أَستَحيِي منه أن يراني، فتَرَكُوه ومَضَوا فناداهم النَّهرُ: يا أيُّها العِبادُ ما فَعَلَ صاحِبُكم؟ قالوا: زَعَمَ أنّ له هاهُنا مَن قد اِطَّلَعَ منه على خطيئةٍ فهو يَستَحيِي منه أن يراه، قال: يا سبحانَ الله! إنّ أحدَكم يَغضَبُ على وَلَدِه أو على بعضِ قَراباتِه فإذا تاب ورجَع إلى ما يُحِبُّ أحبّه، وإنّ صاحِبَكم قد تاب ورجع إلى ما أُحِبُّ، فأنا أُحِبُّه فأتُوه فأَخبِرُوه واعبُدُوا اللهَ على شاطِئِي فأخْبَرُوه فجاء معهم فأقَامُوا يَعبُدُونَ اللهَ زمانًا، ثُمّ إنّ صاحِبَ الفاحِشةِ تُوُفِّيَ، فناداهم النَّهرُ: يا أيُّها العِبادُ والعَبِيدُ الزُّهَّادُ! غَسِّلُوه مِن مائِي، وادفِنُوه على شاطِئِي حتَّى يُبْعَثَ يوم القيامةِ مِن قُربِي، ففَعَلُوا ذلك به، وقالوا: نَبِيتُ ليلتَنا هذه