اللِّسانِ حَرَكةَ القَلب كَي أُرْغِمَ أنفَكَ، فهذا بمَثابَةِ نَثر الْمِلحِ على جُرحِ الشَّيطان، والقِسم الثَّانِي: الَّذِين يسْتَشْعرون خيلاء الفطنةِ ثُمَّ يَعجِزُون عَن الإخلاصِ بالقَلبِ فيَترُكُون مع ذلكَ تَعْوِيدَ اللِّسَانِ بالذِّكْرِ فيُسعِفُون الشَّيْطانَ ويتَدَلّون بحَبْلِ غُرُورِهِ، وأَمَّا القِسم الثَّالِث: فلا يَقدِرُون على إرغامِهِ بإشْرَاكِ القَلب في الْعَمَلِ، ولكن يَهتَدون إلَى الذِّكرِ بالإضافةِ إلى السُّكُوتِ والْفُضُول ويَستَمرُّون عليه[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله على محمد
فضل التوبة
إخوتي الأحباء! أرَأَيتُم كيف أنَّ مُواصَلَةَ العَمَلِ الصَّالِح خَيرٌ لََنا أيضًا عِندَ عَدمِ الاشتِياقِ والرَّغبَةِ، وإلَيكُم كَيفيَّةَ إصلاحِ النَّفسِ، فلا بُدَّ أن تَعمَلُوا وَفْقَ ذلك، فإنَّكُم سَتَجِدُون هَدَفَكُم في يَومٍ مَّا، وفي الْجائِزَةِ السَّادِسَةَ عَشَرَ ترغِيبٌ في التَّوبَةِ عن الذُّنُوبِ يَومِيًّا بَعدَ أَداءِ صَلاةِ التَّوْبَةِ، والتوبةُ أفضَلُ طَرِيقَةٍ لإرضَاءِ الله تَعالى وإصلاحِ النَّفسِ، وهكَذا كُلَّما حدَثَ ذَنبٌ وَجَبتْ التوبَةُ