عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

كَما أنَّ الكَذِبَ مَعصِيةٌ كَذلِكَ الأَمَل الكاذِب مَعصِيَةٌ[1].

انتظار زرع الجنة ببذر النار

نقَل حجَّةُ الإسلامِ سيِّدُنا الإمامُ الغَزالِيُّ رَحِمه الله تَعالى في إحياء عُلومِ الدِّينِ: قالَ سيِّدُنا يَحيَ بنُ مُعاذ رَضي الله تَعالى عَنه: مِن أَعظَمِ الاغتِرارِ عِندِي التَّمادِي في الذُّنُوبِ مَع رَجَاء العَفوِ مِن غَيرِ نَدامَةٍ، وتَوقُّعُ القُرْب مِن الله تَعالى بغَيرِ طاعَةٍ، وَانْتِظارُ زَرْعِ الجنَّةِ ببَذْرِ النَّارِ، وطلَبُ دارِ الْمُطيعِين بالْمَعاصِي، وَانتِظارُ الْجَزاءِ بغَيرِ عَمَلٍ، وَالتمَنّي عَلى الله عزَّ وَجلَّ مَع الإفْراطِ:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إنّ السفينة لا تجري على اليَبَس[2]

 

المصيبة سبب لأخذ العظة والعبرة

تَذكَّرُوا أنَّ الله غَنِيٌّ، أَيْ: مُستَغنٍ عَن كُلِّ ما سِواه وَحاوِلُوا أَن تَفهَمُوا غناهُ هكَذا: ألاَ يُصابُ أحدُكم بمُصِيبَةٍ؟ ألاَ يُصابُ بالْحُمَّى؟ ألاَ يُعانِي مِن قَلَقٍ وضِيْقَةٍ؟ ألَم يُشاهدْ مَناظِر الفَقْرِ وَالبِطالَةِ أبَدًا؟ ألَم تَحصُلْ أيُّ حَوادِثَ؟ ألَم يرَ الْمُعَوَّقِين؟


 



[1] ذكره أحمد يارخان النعيمي (ت ١٣٩١هـ) في "مرآة المناجيح"، ٧/١٠٣.

[2] ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب الخوف والرجاء، ٤/١٧٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403