إخوتي الأحباء! السَّعِيدُ مَن يَنسَى ما فَعَلَ مِن الْحَسَناتِ، ويُرَكِّزُ عَلى السَّيِّئاتِ، ويَتشَدَّدُ في مُحاسَبَةِ نَفسه لإصلاحِها، بل في بَعضِ الأَحيَانِ يَزجُرُها عَلى ما فَرَّطَتْ فِيه أَو قَصَّرتْ مِن الطَّاعاتِ، ويَبقَى خائِفًا وفزِعًا مِن غَضَبِ الله طُولَ الوَقتِ، وعَلى ذلِكَ جَرَى عَملُ السَّلفِ الصَّالِحِ رَضِي الله تَعالى عَنهُم.
ماذا فعلت اليوم؟
كانَ سَيِّدُنا أَمِيرُ الْمُؤمِنين عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ رَضِي الله تَعالى عَنه يُحاسِبُ نَفسَه يَومِيًّا حِينَ يُمسي، ويَضرِبُ قدَمَيْه بالدِّرَّة إذا جَنَّه اللَّيلُ ويَقُولُ لِنَفسهِ: ماذَا عَمِلتِ اليومَ؟[1]، رَحِمَهُم الله تَعالى وغَفَر لنا بهم.
تواضع الفاروق الأعظم
هذا سَيِّدُنا أمِيرُ المؤمِنين عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ رَضِي الله عَنه مِنَ العَشرَةِ المُبَشَّرِين بالْجَنَّةِ، كان أفضَلَ الصَّحابَةِ بَعدَ سيِّدِنا أبِي بَكْر الصِّدِّيق رَضِي الله عنه، وَبالرَّغمِ مِن ذلك كان يَتَواضَعُ كثِيرًا، قالَ سيِّدُنا أَنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِي الله عَنه: سَمِعتُ سيِّدَنا