إخوتي الأحباء! بَعدَ هذا كُلِّه..إذا كان أحدٌ لا يَخشَى اللهَ حَقَّ خَشيَتِه وَلا يَخافُ حقَّ الْمَخافَةِ مِن سَكَراتِ الْمَوتِ وَوَحْشَةِ القَبرِ وَأَهوالِ القِيامَةِ وَعُقُوباتِ جهنَّمَ، وَلا يَستَيقِظُ مِن سِنَةِ الغَفلَةِ وَلا يُقِيمُ الصَّلاةَ وَلا يَصُومُ شَهرَ رَمَضانَ الْمُبارَكِ، وَلا يُؤَدِّي الزَّكاةَ بَعدَ وُجُوبِها، وَلا يَحُجُّ رَغمَ وُجوبِه عَلَيه، وَيَتَعَوَّدُ عَلى إخْلافِ الوَعدِ، وَلا يَتوقَّفُ عَنِ الكَذِب وَالغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَسُوءِ الظَّنِّ، ويُحِبُّ مُشاهَدَةَ الأَفلامِ والْمَسرَحِيَّاتِ وَسَماعَ الأَغانِي، ويَعِقُّ والِدَيهِ، وَيَسُبُّ ويَشتُمُ، ويَتكَلَّمُ كَلامًا بَذِيئًا، ولا يُصلِحُ نَفسَه، ثُمَّ يَعتَبرُ نَفسَه بَعدَ هذا كُلِّه حَكِيمًا!! فَمَن أَحمَقُ مِن هذَا الشَّخصِ؟ قِمَّةُ الْحَماقَةِ وَالغَباء أَن يَقُولَ عِندَما يُنصَحُ: إنَّ الله تَعالى كَرِيمٌ رَحِيمٌ سَوفَ يَرحَمُنِي.
متى يكون رجاء المغفرة حماقة؟
قالَ سيِّدُنا الإمامُ الغَزالِيُّ رَحِمَه الله تَعالى في إحياء عُلومِ الدِّينِ: مَن قَطَع عَن بَذْرِ الإيمانِ تَعهُّدَه بِماء الطَّاعاتِ أَو ترَكَ القَلبَ مَشحُونًا برَذائِلِ الأَخْلاقِ، وَانْهَمَك في طَلَب لَذَّاتِ الدُّنيا