عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

يومًا ما سنموت.. فنهايتنا الموت

أحباب المصطفى! انْظُرُوا إلى وَحشةِ القُبور وتَأمَّلُوا هل أحدٌ منَّا يَستَطِيعُ أن يَبِيتَ ليلةً واحِدةً في مَقبَرَةٍ؟ رُبَّما لا يَبِيتُ واحدٌ مِنّا، فإذا كُنَّا لا نَستَطِيْعُ ونَخافُ مِن ذلك ونحن أحياءٌ فكيف بنا بعدَ الموتِ والأحبابُ والأصحابُ والأقرِباءُ والأعِزَّاء سَوفَ تَترُكُنا، وفِكرُنا سيكونُ سليمًا ؟ وسَوفَ نرَى ونَسمَعُ كلَّ شيء، لكن لا نَستَطِيعُ أن نَتكلَّمَ ولا نَتحرَّكَ عندَها كيف نَتمكَّنُ مِن البَقاء وحدَنا في القبر! نحن إذا حُبِسنا وَحدَنا في غُرفةٍ جميلةٍ مُكيَّفةٍ أصبَحنا نَخافُ، هذا حالُنا.

أيها الإخوة! تَيقَّنُوا أنّ الأمواتَ يَنصَحُونَنا بلِسانِ حالِهم: أيُّها الغافِلون! تَذكَّرُوا! بالأمسِ كُنَّا أيضًا حيثُ أنتم اليومَ، وغدًا ستكونونَ حيثُ نحنُ اليومَ، بالتَّأكِيدِ كلُّ مَن قد وُلِدَ في الدنيا لا بُدَّ أن يَمُوتَ، ومَن قَطَفَ الأزهارَ مِن حَياتِه يُشاكُ شَوكةَ الْمَوتِ، ومَن نَالَ السُّرورَ والفَرحَ في الدنيا لا بُدَّ أن يَذُوقَ حُزنَ الْمَوتِ.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403