عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

أحبتي في الله! هذِه قِصَصٌ لِعِبادِ الله الصَّالِحِين الَّذِين أَكْرَمَهُم الله بالوِلايَةِ، هؤُلاء الأَولِياءُ الكِرامُ رَضِي الله تَعالى عَنهُم بَلَغُوا مَكانةً عالِيةً، وَمَع ذلِكَ كانُوا يُحاسِبُون أَنفُسَهم لأَجلِ إصلاحِها ويَعتَبِرُون أَنفُسَهم مِن الْمُذنِبِين، لَيتَنا نَتَحمَّس لِنُحاسِبَ أنفسَنا لإصلاحِها وتَزكِيتِها، وَنَنجَحَ في الْمُحاسَبَةِ عَلى أَعمالِنا قَبلَ الْمَوتِ، عَرَفْنا مِنَ القِصَّةِ السَّابقَةِ أنَّ الصَّالِحِينَ كانُوا يَجعَلُونَ المِحَنَ وَالْمَصائِبَ وَسِيلَةً لِتَذكُّرِ الآخِرَةِ، وَإلَيكُم قِصَّةً أُخرى حول ذلك:

الأصفاد والسلاسل

يَقُولُ الشَّيخُ صَدرُ الأَفاضِل السيِّد مُحمَّد نَعِيمُ الدِّين الْمُراد آبادِي رَحِمَه الله تَعالى: كانَ سيِّدنا الإمام زَين العابدِين رَضِي الله تَعالى عَنه فِي عَهدِ الْحَجّاجِ بنِ يوسُفَ مُكَبَّلاً بالْحَديدِ ومُنعَ الناسُ أن يَدخُلُوا عَلَيه‏، إلاّ أنَّ سيِّدَنا الإمامَ الزُّهْريَّ رَضِي الله تَعالى عَنه دخَلَ عَليه، وجَعَل يَتوجَّعُ لَه ويَقُولُ لَه: يعِزُّ علَيَّ يا ابنَ رَسولِ الله أَن أَراكَ عَلى مِثلِ هذِهِ الحالَةِ، فَلمَّا رَأى سيِّدُنا زَينُ العابدِين رَضِي الله تَعالى عَنه شِدَّةَ حُزْنه وبُكائِه قالَ: «يا زُهرِي لا تَجْزَع، فإن شئتُ تحرَّرْتُ منه بِفَضل الله وكَرَمِه، لكِن هذا الْحَديدَ لا يُؤذِينِي بَل يُذكِّرُنِي


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403