حتّى صار كالشَّنِّ البالِي، فقُلتُ له: أنت ذاك الرجلُ، فقال: نعم ذلك الصِّيامُ أَوقَعَ الصُّلحَ بينِي وبينَه[1].
الصيام كل يوم اثنين
أيّها الإخوة في الله! قد تَعَلَّمْنا أنّ أيَّ عمَلٍ صالِحٍ لا يُترَكُ اِعتِقادًا أنَّه صغيرٌ، لأنَّه رُبَّما يكونُ مَقبُولاً عِندَ الله تعالى، ويُؤَدِّي إلى السَّعادَةِ في الدَّارَينِ، وعَرَفنا أيضًا أَهَمِّيَّةَ صِيامِ التَّطوُّعِ، فمِن الواضِحِ أنّه لا يَستَطِيعُ كلُّ شخصٍ أن يُكثِرَ مِن الصِّيامِ، فَليُحاوِل إذَنْ على الأقَلِّ أن يَصُومَ كلَّ يومِ الاثنَينِ، لأنّه سُنَّةٌ وجائِزَةٌ مِن جَوائِزِ المدينةِ الَّتِي تَحُثُّ على الأعمالِ الصَّالِحةِ، عِلماً أنَّه يَصُومُ يومَ الاثنَينِ بحمدِ الله أَغلَبُ الإخوةِ والأخَواتِ الْمُرتَبِطِينَ ببِيئَةِ المدينةِ لِمركزِ الدَّعوةِ الإسلاميَّةِ، وكُلَّ يومِ الاثنَينِ تُعْرَضُ على قَناةِ مدني سِلسلَةُ الْمُناجَاةِ عندَ الإفطارِ مُباشَرَةً، وهي قَناةٌ إسلاميَّةٌ مِئة في المِئةِ، وأيضًا تُعرَضُ مَناظِرُ الإفطار، فشاهِدُوا قناةَ مدنِي وشَجِّعُوا الآخَرِينَ على المشاهَدةِ، واكسِبُوا الأجرَ العظيمَ.
[1] ذكره عبد الله اليافعي اليمني (ت ٧٦٨هـ) في "روض الرياحين"، الحكاية السابعة والخمسون بعد الثلاث مئة، صـ٢٩٣