إذا نادَى أحَدُ الوالِدَينِ على ولَدٍ فليُسارِعْ بالتَّلبِيَةِ، ومِن الْخَطَأِ أنّ البعضَ يتَساهَلُ في ذلِكَ، وأيضًا لا يُنكرُ التَّأخُّرَ عن الإجابةِ، وعلى أنّ الولَدَ إذا دخَلَ في صَلاةِ النافِلةِ فدعَاه أحَدُ أبَوَيهِ ولَمْ يَعلَمْ أنَّه في صَلاةٍ فإنَّه يَقطَعُ الصَّلاةَ ويُجِيبُه[1]، (إلاّ أنَّه يَجِبُ عليه إعادَةُ تِلكَ الصَّلاةِ)، والَّذِي يُؤذِي والِدَيهِ بعَدَمِ إجابَةِ نِدائِهِما يأثَمُ ويَستَحِقُّ دُخُولَ النارِ، وشَأنُ الأُمِّ عظيمٌ، فقد تَدعُو على أولادِها، ويُوافِقُ دُعاؤُها ساعَةَ إجابَةٍ فيُستَجابُ لِلدُّعَاء فيُصِيبُهم الضَّررُ بذلك، وانظُرُوا إلى الحِكايةِ التي وَرَدتْ في "صحيح البخاريّ":
قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «كان رجلٌ في بني إسرائيلَ يُقالُ لَه: جُرَيجٌ يُصلِّي، فجاءَتْه أمُّه فدَعَتْه، فأبَى أن يُجِيبَها، فقال: أُجِيبُها، أو أُصَلِّي، ثم أتَتْه، فقالت: اللّهمّ لا تُمِتْه حتّى تُرِيَه وُجوهَ الْمُومِساتِ، وكان جُرَيجٌ في صَومَعَتِه، فقالتْ اِمرأةٌ: لأَفتِنَنَّ جُرَيجًا فتَعَرَّضَتْ له،