مَخلُوق رِزقَه، ومُتَكفِّل به، لكن لَم يَضْمَن حِفظَ الإيْمانِ وَالْمَغفِرَةَ لِكُلِّ مُؤمِنٍ، ورَغم ذلِكَ يُفكِّرُ الإنسانُ في الرِّزْق ولا يَجتَهِد وَلا يُفكِّرُ في حِفظِ الإيمانِ وطلَبِ الْمَغفرَةِ بغَيرِ حِسابٍ، لَعلَّ السَّببَ في ذلِكَ أنَّ قُلُوبَ النَّاسِ قَد قَسَتْ وتَحجَّرَتْ، وَلِذلِكَ يتَحمَّلُونَ الْمَشاقَّ والصِّعابَ مِن أَجلِ الدُّنيا، ويَبذُلُونَ الْجُهدَ وَالعَرَقَ في كَسبِ العَيش مِن ثَمانِ ساعات إلَى عَشرِ ساعات أو حتَّى اثنتَيْ عشَرةَ ساعةً يوميًّا لكِن لِلأَسَفِ الشَّديدِ عِندَما يُطلَبُ مِنهُم السَّفرُ في قَوافِلِ الْمَدينَةِ ثَلاثَة أيَّامٍ كُلّ شَهرٍ طلبًا لِلمَغفرَةِ وحِفظًا لِلإيمانِ يَرفُضُونَ الطَّلَبَ ويَقُولُون: لَيس لَدَينا وَقتٌ.
إن الله تعالى غني أي: مستغن عن كل
بالتَّأكِيدِ إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقدِرُ أن يُدخِلَنا الجنَّةَ برَحمَتِه بدُون أيِّ سَببٍ لكِن لا بُدَّ مِنَ الْخَوفِ مِن غنَاه، لأَنَّه إنْ شاء عاقَبَ عَلى ذَنبٍ وَاحِدٍ وأدْخَلَ إلى نارِ جهنَّمَ، وَرَدَ في مُسنَدِ الإمامِ أَحمَد بنِ حَنبَل: «إنّ الله عزّ وجلّ قال: هؤُلاءِ في الْجَنَّةِ وَلا أُبَالِي وَهؤُلاء في النَّارِ وَلا أُبالِي»[1]، فَعَلى كُلِّ واحِدٍ منَّا أَن يَنوِيَ
[1] أخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده"، حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمي رضي الله تعالى عنه، ٦/٢٠٥-٢٠٦، (١٧٦٧٦).