يا محبي المصطفى! نَتَحسَّرُ ألفَ حَسرَةٍ عِندَما نرَى الناسَ يُنزَلُونَ في قُبورِهم، ونَنسَى أنَّنا سنُدفَنُ يومًا ما في القُبور، وهذا حالُنا، إذا انقَطَعتْ عنَّا الكَهرَباءُ في اللَّيل اِضْطَربَتْ قُلوبُنا خَوفًا وفزَعًا وخاصَّةً إذا كُنَّا وَحدَنا فالْخَوفُ مِن الظَّلامِ يُفزِعُنا، ولكن على الرَّغمِ مِن كلِّ هذا لا نَحُسُّ بظُلمةِ القَبرِ ووَحشتِه وهَولِه، ولا نُصَلِّي ولانَصُومُ رَمضَانَ ونُؤدِّي الزَّكاةَ حالَ وُجوبِها، ولا نُؤدِّي حُقوقَ الوالِدَينِ، ونَقضِي أيَّامَنا ولَيالِيها بارتِكابِ الذُّنوبِ، وإنّ الْمَوتَ له أجلٌ مَحدُودٌ، فإذا جاءَ الأجَلُ فلا يَستأخِرُ ولا يتَقدَّمُ، وإذا أتانا الموتُ ونحنُ نقَعُ في الذنوبِ والمعاصِي وأُنزِلْنَا في حُفرةِ القَبرِ لا نَدرِي كيفَ تَمضِي تِلكَ الليلةُ الأُولَى في القبر؟!
صلوا على الحبيب! صلى الله تعالى على محمد
عَمَّرَ قصراً لم يسكنه..
إنّ الإنسانَ لَدَيهِ خُطَطٌ طويلةٌ، لكن لا يُركِّزُ على أنّ زِمامَ الموتِ والحياةِ بيَدِ غيرِه، عندَما يأتِي الموتُ بَغتةً لا يَستأذِنُ في الدخولِ، وعندَها سيَرحَلُ وتبقَى جميعُ الأمور والْمُخطَّطاتِ كما هي.