عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

لابنِها أو يَضُمُّه بعُنفٍ سَخَطاً عليه فتَختلِفُ أضلاعُه، فهل ضَمَّكَ برِفقٍ أو بعُنفٍ؟ يا أبَتِ يقول العلماء الكرام: إنّ الميِّتَ يَزدَادُ حَسرةً وثُبُورًا على قِلَّةِ الْحَسَناتِ أو ارتِكابِ الْمَعاصِي فهل تَحسَّرتَ على قِلّةِ الْحَسَناتِ أو ارتِكابِ المعاصِي؟ يا أبَتِ كُنتُ أُنادِيكَ تَستجِيبُ ندائِي، وها أنَا الآنَ أُنادِيكَ فلا تَستجِيبُ لي، لقد افتَرقتَ مِنِّي بحيثُ لا تَلقَانِي بعدَ هذا إلاّ يومَ القِيامةِ، اللّهُمَّ لا تَحرِمْنِي مِن زِيَارةِ والدِي يومَ القِيامةِ، فقَالتْ البِنتُ: ما أحسَنَ قولَكَ يا شيخُ، وقَبِلَتْ نَصِيحتَه، ثم عادَتْ إلى بيتِها والدُّموعُ تَتَدفَّقُ مِن عَينَيها[1].

صلوا على الحبيب!   صلى الله تعالى على محمد

القبور تظهر مماثلة لكن من الداخل....

أيّها الإخوة! إنّ كلَّ واحدٍ مِنكُم قد زارَ القُبورَ بالتَّأكِيدِ، فهل تَأمَّلتُمْ يومًا أنّ القُبورَ تُنادِي وتقول: أيُّها الْمُغتَرُّ بظاهِر الدنيا سَوفَ يكونُ مَصِيرُك في بيتِ الظُّلمةِ والوَحدةِ والانفِرادِ، وهذه القُبورُ التي تَبدُو مُستَوِيةً مِن الخارجِ، ليس مِن الضَّرورِيِّ أنَّها


 



[1] ذكره أبو بكر بن محمد العصفوري في "المواعظ العصفورية"، صـ١١٨-١٢٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403