عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

الندامة على الصمت خير من الندامة على الكلام

حَقًّا النَّدَامةُ على الصمت خيرٌ من الندامة على الكلام فمَنْ أَكْثَرَ مِن الكلامِ وَقَعَ في مَصَائِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ومَنِ اعْتَادَ كَثْرَةَ الأَكْل أَفْسَدَ بنَفْسهِ مَعدَتَه، وأَصْبَحَ سمينًا، وأُصِيْبَ بأَمْرَاضٍ شَتَّى، وإنْ سَلِمَ مِن الأَمْرَاضِ في شَبَابه، فمِن الممكنِ أن يُصَابَ بأَمْرَاضٍ خطِيْرَةٍ في كِبَرِه، (لِيُرَاجَعِ البابُ الأَوَّلُ من كتَاب "نَفحاتِ السُّنَّة" لِمَعْرِفَةِ أَضْرَارِ كثرَةِ الأَكْل ومُعَالَجَةِ السّمَنِ).

للأخرس منفعة

أيها الإخوة في الله! لا شكَّ أنّ لِلأَعْمَى فائِدَةً إذ يُحْفَظُ مِن الْمَعَاصِي كالنَّظَرِ إلى الأَجْنَبيَّةِ، والشابِّ الأمرد بالشهوةِ، أَوْ مُشَاهَدةِ الأَفْلاَمِ، والْمُسَلْسَلاَتِ الفاحِشَةِ وغَيْرِ ذلك مِنَ المعاصِي وكذلك الأَخْرَسُ يُحْفَظُ مِن آفاتِ اللِّسَانِ يقول سَيِّدُنَا أميرُ المؤمنين أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله عنه: «لَيْتَني كُنْتُ أَخْرَسَ إلاّ عن ذِكْرِ الله»[1].


 



[1] ذكره العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح"، كتاب الفضائل، ١٠/٨٧، (٥٨٢٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403