وما أُرْسِلَ رَسُولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِيْنَ، والْفَرَحُ بِرَحْمَةِ الله تعالى مَطْلُوبٌ بأَمْرِ القُرْآنِ مِنْ قَوْلِه تعالى: قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ [يونس: 10/58].
فإنّ اللهَ تعالى أَمَرَنا أَنْ نَفْرَحَ بِالرَّحْمَةِ، والنَّبيُّ الكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم أَعْظَمُ رَحْمَةً قال الله تبارك وتعالى: وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ [الأنبياء: 21/107].
ليلة المولد أفضل من ليلة القدر
قال الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَقِّ الْمُحَدِّثُ الدِّهْلَوِيُّ رحمه الله تعالى: «إنّ لَيْلَةَ مَوْلِدِ النَّبِيِّ الكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم أَفْضَلُ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، لأَنَّ لَيْلَةَ الْمَوْلِدِ لَيْلَةُ ظُهُورِه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ولَيْلَةَ الْقَدْرِ مُعْطَاةٌ له، وما شَرُفَتْ بظُهُورِ ذاتِ الْمُشَرَّفِ أَفْضَلُ مِـمَّا شَرُفَتْ بِنُزُولِ الْمَلاَئِكَةِ فيها فكانتْ لَيْلَةُ الْمَولِدِ بهذا الاعْتِبَارِ أَفْضَلَ»[1].
[1] ذكره الدهلوي في "ما ثبت بالسنة"، صـ١٠٠، والشيخ أحمد بن محمد القسطلاني (ت٩٢٣هـ) في "المواهب اللدنية"، ١/٧٧.