مِن جُوعٍ فيَستغِيثُون بالطَّعَامِ فيُغاثُونَ بطعامٍ ذِي غُصَّةٍ فيَذكُرُونَ أنّهم كانوا يُجِيزُونَ الْغَصَصَ في الدّنيا بالشَّراب فيَستغِيثُونَ بالشَّراب فيُرفَعُ إليهم الحمِيمُ بكَلالِيب الحدِيدِ فإذا دَنَتْ مِن وُجُوهِهم شَوَتْ وُجُوهَهم فإذا دَخَلَتْ بُطُونَهم قَطَّعَتْ ما في بُطُونِهم»[1]، وفي الحديثِ الشريفِ: «لو أنّ قَطرَةً مِن الزَّقُّومِ قَطَرَتْ في الأَرْضِ لَأَفسَدَتْ على أهلِ الدّنيا مَعِيشَتَهم»[2]، فإذا كان في جَهنَّمَ عذابٌ مُخِيفٌ جدّاً فلِمَ يَجتَرِئُ الإنسانُ على مَعصِيَةِ ربِّه عزّ وجلّ.
لا نيأس ولا نأمن
أيها الأحبة! ارْتَجِفُوا من خَشيةِ الله سبحانه وتعالى، وتُوبُوا من مَعاصِيْكم، وفي المقابل.. علينا أن لا نَيأسْ ولا نَقنَطْ مِن رَحمَة الله تعالى، ولا نَأمَن من غَضَبِ اللهِ عزّ وجلّ، لأَنَّ الهَلاكَ في كِلتَا الصُّورَتَين، فمَن قَنَطَ مِن رَحمَةِ الله هَلَكَ، ومَن اجْتَرَى عَلى الْمَعاصِي وعُوقِبَ عَلَيها فَقَد هلَكَ وَضاعَ، وإنَّ اقْتِضاءَ الغَيرَة أن نُّطيعَ الله الذي