فكلَّمَتْه فأبَى، فأتَتْ راعِيًا فأَمكَنَتْه مِن نفسِها فولَدَتْ غُلامًا، فقالت: هو مِن جُرَيجٍ، فأتَوْه وكسَرُوْا صَومَعتَه، فأَنزَلُوه وسَبُّوْه، فتوَضَّأَ وصَلَّى، ثم أتَى الغُلامَ، فقال: مَن أبُوكَ يا غُلامُ؟ قال: الراعِي، قالوا: نَبنِي صَومَعتَكَ مِن ذهَب، قال: لا، إلاَّ مِن طِيْنٍ[1].
حمل الأمّ على العنق في رمضاء....
إنّ لِلوالدَينِ على ابنِهِما حُقوقًا كثيرةً، ولا يَستطِيعُ الابنُ أن يُوَفِّيَ حُقوقَهُما، حيثُ رُوِيَ: أنّ رجُلاً جاءَ إلى النَّبيِّ الكريمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم فقال: يا رسولَ الله إنِّي حمَلْتُ أُمِّي على عُنُقِي فَرسَخَينِ في رَمضاءَ شدِيدةٍ لو أُلقِيَتْ فيها بَضعَةٌ مِن لَحْمٍ لنَضِجَتْ فهل أَدَّيتُ شُكرَها؟ فقال: «لَعلَّهُ أن يكونَ بطَلْقَةٍ واحدةٍ»[2].
أيها المسلمون: تُعَانِي الْمَرأةُ عِندَ الوِلادةِ آلاماً شديدَةً جدًّا، لا تَفهَمُها إلاّ الأُمَّهاتُ، وبينَما السُّهُولةُ واليُسْرُ لِلرَّجُلِ، فإنّه