حَصَلَت قِصَّةٌ بمدينةِ "مُلتان" في باكِستان: ذهبَ شابٌّ عن أُسرَتِه ووَطنِه إلى بلدٍ بعيدٍ لِيَكسِبَ المالَ، فصار يَجمَعُ المالَ ويُرسِلُه إلى أُسرتِه، فقامَتْ أُسرَتُه ببِناءِ قَصرٍ عظيمٍ له، فأخَذ الشَّابُّ يُرسِلُ الْمَبالِغَ لِعدّةِ سَنَواتٍ وأُسرَتُه تُزيِّنُ له ذلك حتّى تَمَّ بِناءُ القَصرِ بشَكلِ الرَّائِعِ، وعندَما رجعَ إلى وطنِه بَدأَتْ التَّجهِيزاتُ لِلانتِقالِ إلى ذلك القَصرِ العظيمِ الجميلِ، ولكن يا لِلحَسرةِ، قبلَ الانتِقالِ إلى ذلك البِناء بأُسبُوعٍ ماتَ ذلك الشَّابُّ، وانتَقلَ إلى قبرِه بدَلاً مِن الانتِقالِ إلى القَصرِ العظيمِ الرَّائِعِ.
محب الدنيا
لِلأسَفِ إنّ مُعظَمَنا اليومَ يُحِبُّ الدنيا ويَغفُلُ عن التَّفكِيرِ والاهتِمامِ بالآخِرةِ، وحتّى أنّ البعضَ مِنَّا مَسرورٌ بلَذّاتِ الدنيا غيرُ مُبَالٍ بالْمَوتِ، وغارِقٌ في الشَّهَواتِ، والبعضُ يَنشغِلُ بالدنيا وزُخرُفِها وحُطامِها بَحثاً عن التَّسهِيلاتِ ويَنسَى ظُلمةَ القَبرِ ووَحدتَه وضَيقَه ووَحشتَه، ولِلأسَفِ نُنفِقُ كلَّ جُهودِنا في إصلاحِ الدنيا، وقَلَّ ما نجِدُ مَن يَهتمُّ بآخِرتِه.