الْمجيء لَيسَتْ مُتوَقِّعةَ الطَّرحِ، كما أخبَرَنا سيّدُنا رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم بتلكَ الأَسئلَةِ مَع أجْوِبَتِها، لكِن لِلأَسَفِ لا نَهتَمُّ أصلاً بأسئلَةِ القبرِ، وانْشَغَلنا بمَتاعِ الدُّنيا مِن لَعبٍ ولَهوٍ لِدَرجَةٍ لَم نَشعُر بأنَّنا سوفَ نَمُوتُ.
إنما يفوز من يتبع؟
إخوتي الأحباء! رَحِمَكم الله جَمِيعًا، وأكْرَمَكم بفَضلِه ورَزَقَكم حُسنَ الْخاتِمَةِ بالإيمانِ وشَهادَةً في سَبيلِه تحتَ القُبَّةِ الْخَضراءِ بالْمَدينَةِ الْمُنوَّرَةِ عندَ زِيارَةِ الْحَبيبِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وحَقَّقَ لي هذِه الدَّعوات، لقد أعطانا الله تعالى بفَضلِه وكَرمِه أسوة حسنةً، فمَن اتَّبَعَها فازَ، وأرشَدَنا الله سبحانه وتعالى إلى تِلكَ الأُسوَةِ الْحَسَنَةِ في سُورَةِ الأحْزابِ فقالَ سُبحانه:
لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب: 33/21].
إنَّما يَفُوزُ مَن يتَّبِعُ تلكَ الأُسوَةَ الْحَسنَةَ وأمّا مَن يُعرِضُ عنها ويتَّبِعُ الشَّيْطانَ بَدلاً منها ويُقَلِّدُ الكُفَّارَ فإنَّه لَن يفلح أبدًا.