فوَاعَدَتْه ليلاً فبَيْنما هو يَرْتَقِي الْجُدْرَانَ إليها، إذ سَمِعَ تالِيًا يَتلُو: أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ [الحديد: 57/16]، فلَمَّا سمِعَها قالَ: بلى يا رَبِّ قد آنَ، فرَجَعَ فآواه اللَّيل إلى خِرْبَةٍ وإذا فيها سابلَةٌ، (أي: مسافِرون) فقال بَعْضُهُمْ: نَرْتَحِل، وقالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى نُصْبِحَ فَإِنَّ فُضَيْلاً عَلَى الطَّرِيقِ يَقْطَعُ عَلَيْنَا، قالَ: فَفَكَّرْتُ وقُلْتُ: أَنَا أَسْعَى بِاللَّيْلِ فِي الْمَعَاصِي، وقَوْمٌ مِنَ الْمُسلِمِينَ ههُنَا يَخَافُونَنِي، ومَا أَرَى الله سَاقَنِي إِلَيْهِمْ، إِلاَّ لأَرْتَدِعَ اَللَّهُمَّ إِنِّي قَد تُبْتُ إِلَيكَ، وجَعَلْتُ تَوبَتِي مُجَاوَرَةَ البَيْتِ الْحَرَامِ[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله على محمد
الضحك على موت الابن
إخوتي الأحباء! ما رُؤِيَ سيِّدُنا فُضَيلُ بنُ عِياضٍ رضي الله تعالى عنه ضاحِكًا ولا مُبْتَسمًا إلاّ يَومَ ماتَ علِيٌّ اِبْنُهُ، فَقِيل لَه في ذلِكَ، فقالَ: إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ أَحَبَّ أَمرًا فأَحْبَبْتُ ما أَحَبَّ اللهُ[2].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله على محمد