قال سيِّدُنا أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله تعالى عنه: «كانَ أصحابُ النَّبيِّ الكريمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إذا نَظَرُوا إلى هِلالِ شَعبانَ أكَبُّوا علَى الْمَصاحِفِ يَقرَؤُونَها، وأخْرَجَ المسلِمون زَكاةَ أمْوَالِهم؛ لِيَتَقَوَّى بِها الضَّعِيفُ والمِسكِينُ علَى صِيامِ شَهرِ رَمَضانَ ودَعَا الوُلاَةُ أهلَ السِّجْنِ فمَن كانَ عَلَيهِ حَدٌّ أقَامُوه عَلَيهِ، وإلاّ خَلَّوا سَبِيلَه، وانْطَلَقَ التُّجَّارُ فقَضَوا ما عَلَيهِمْ وقَبَضُوا ما لَهُمْ حتَّى إذا نَظَرُوا إلى هِلالِ رَمَضانَ اِغتَسَلُوا واعْتَكَفُوْا»[1].
مشاعر المسلمين الحاليين
سبحان الله! كَيفَ كانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَحْرِصُونَ علَى العِباداتِ!! بَينَما ولِلأَسَفِ المسلِمونَ اليومَ لَيسَ لَهُمْ هَمٌّ إلاّ جَمْعُ الْمَالِ، وكانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَتَقَرَّبُونَ إلَى اللهِ بالعِبادَاتِ في الأَيَّامِ المبارَكةِ، والمسلِمُونَ اليومَ يُخَطِّطُونَ لِكَسْبِ المالِ في هذِهِ الأيّامِ المبارَكةِ خاصَّةً في شَهرِ رَمَضانَ، واللهُ عزّ وجلّ يُضَاعِفُ الْحَسَناتِ في رَمَضانَ أضْعافًا مُضَاعَفَةً، ونَرَى التُّجَّارَ يُضَاعِفُونَ