النُّقصانِ، فَكَذلِكَ لا بُدَّ مِن مُحاسَبةِ النَّفسِ، فإنَّها خَدَّاعَةٌ مُلبِّسَةٌ مَكَّارَةٌ تُقَدِّمُ طُغيانَها في لِباسِ الطَّاعةِ كَي يَبدُو لَنا الْخَيرُ برِداء الشَّرِّ، وفِيه خَسارَةٌ أصلاً، لَيسَ هذا فحسب بَل يَجبُ مُحاسبَةُ النَّفسِ عَلى الأُمُورِ الْمُباحَةِ مِن أَجلِ الإصلاحِ النَّفسيِّ، وَإذا رَأَينا مِنها تَقصِيرًا وَجَبَ مُجاهَدَةُ النَّفسِ عَلى تَدارُكِ ما فرَّطَتْ فِيه، وتَلافِي ما قَصَّرتْ به كَما كانَ يَفعَلُ سلفُنَا الصَّالحُ رحِمهم الله تعالى.
إبهام على مصباح
رُوِيَ أنَّ سيِّدَنا الأَحنَفَ بنَ قيسٍ رَضِي الله تعالى عَنه كانَ يَجيء إلَى المِصباحِ فيَضَعُ أُصبُعَه فِيه حتَّى يُحِسَّ بالنَّارِ ثُمَّ يَقُولُ لِنَفسهِ: يا حَنِيف، ما حَملك عَلى ما صَنعتَ يوم كَذا؟ ما حَملك عَلى ما صَنعتَ يوم كَذا؟[1]، أَيْ: أنَّه كانَ يُحاسِبُ نفسَه فإن قَصَّرت النَّفسُ كان تَنبيهًا لَها عَلى أنَّ لَهَبَ المِصباحِ لا يُمكِنُ اِحتِمالُه بالرَّغمِ مِن أنَّه نارٌ خَفِيفَةٌ، فَكَيفَ لكَ أَن تَتَحَمَّلَ نارَ جَهنَّمَ؟! نَقَل حُجَّةُ الإسلامِ سيِّدُنا الإمامُ الغَزالِيّ رَحِمه الله تعالى قِصّةً: عَن سَيِّدِنا مُجمع رحمه الله تعالى أنَّه رَفَع رَأسَه إلَى السَّطْحِ فوَقَع بصَرُه عَلى اِمرَأةٍ فجَعَل عَلى نَفسهِ أَن لا