أثاثًا لِوَضعِه في القبرِ أو يَضَعُ الْمُكيَّفَ وخَزَنةَ المالِ والكُؤُوسَ والمِيدالِياتِ فيه أو يَصنَعُ خِزَانةً لِوَضعِ الشَّهاداتِ الفخريَّةِ والعِلميَّةِ؟ لا بالتأكيد، وفوق ذلك لا يصح شرعا وعندَما نَترُكُ كلَّ شيءٍ هُنا فما هي فائِدةُ هذه الشَّهاداتِ العِلمِيَّةِ؟ والمالُ الَّذِي نَسعَى لِجَمعِه طُولَ حياتِنا بماذا سيَنفَعُنا في آخِرتِنا؟ والْمَنصَبُ الذي نَفتَخِرُ به ماذا يُفِيدُنا؟ أيُّها الإخوةُ الأحِبَّاءُ الآن ما زال في الْوَقتِ مُتَّسِعٌ لِنَستَيقِظَ مِن الغَفلةِ ونَستعِدَّ لِلقَبرِ والآخِرةِ.
كن في الدنيا كأنك غريب
عن سيِّدِنا عبدِ الله بنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قال: أخَذَ رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم بمَنكِبِي، فقال: «كُن في الدّنيا كأنّكَ غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ»، وكان سيِّدُنا ابنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنه يقول: إذا أمسَيتَ فلا تَنتَظِرْ الصَّباحَ وإذا أصبَحْتَ فلا تَنتظِرْ الْمَساءَ وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ومِن حَياتِكَ لِمَوتِكَ[1].