عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

وعِشرِين ألفَ ذَنب وَستّ مِئة ذَنبٍ؟ فكَيفَ وفي كُلِّ يومٍ ألف ذَنبٍ؟! ثم خرَّ مَغشيًّا عليه فإذا هو ميِّتٌ[1].

صلّوا على الحبيب!   صلّى الله تعالى على محمد

ليس لدينا أي شعور بالندم ولا خوف من العقوبة

إخوتي الأحباء والأعزاء! تفكَّرُوا وتأمَّلُوا حالَ السَّلفِ الصَّالِح رَحِمَهم الله تعالى كَيفَ كانُوا يتَفَكَّرون في الآخِرَةِ ويُحاسِبُون أنفسَهم ويَشغَلُون أَوقاتَهُم بالطَّاعاتِ والأَعمالِ الصَّالِحَةِ، وعَلى الرَّغمِ مِن كُلِّ ذلِكَ يَعتَبِرُون أَنفُسَهُم عُصَاةً، ويَخشَون رَبَّهم دائمًا، حَتّى إنّ أَرواحَ البَعضِ طارَت خَشيَةً مِنَ الله تعالى، لكِن لِلأَسَفِ لا نَشعُرُ بالنَّدَمِ والْخَوفِ مِن العُقوبَةِ رَغم كَثرَة ذُنوبِنا، بينَما كان أَسْلافُنا رَحِمَهم الله تعالى يَسهَرُون طُولَ اللَّيلِ، ويُكثِرُون مِن الصِّيامِ, ويُكثِرُون مِن الأَعمالِ الصَّالِحَةِ، ومَع ذلِكَ يَرَون أنفُسَهم مُقصِّرِين، فيَذْرِفُون الدُّموعَ خَشيةً مِن الله سبحانه وتعالى، وَكانَ مِن شَأنِهم أنَّهم يَعُدُّون تَرْكَ الْمُستَحبَّاتِ مِن السَّيِّئاتِ، ويَعتَبِرُون التَّقصِيرَ في التَّطوُّع جَريمَةً حَتّى إنَّهم يَرَون ارتِكابَ سَيِّئةٍ في حالِ الصِّغَرِ مَعصِيَةً عَلى الرَّغمِ مِن أنَّ الْمَعصِيَةَ في حالِ الطُّفولَةِ لا تُعتَبرُ مَعصِيةً.


 



[1] ذكره الغزالي في "كيمياء سعادة"، ٢/٨٩١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403