تِلْكَ شُجَاعَةُ سَيِّدِنا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه لِدِيْنِ الإسْلاَمِ وقد تَحَمَّلَ الْمَصَائِبَ والشَّدَائِدَ في سبيلِ الإسلامِ وهكذا يَنْبَغِي على الْمُسْلِمِيْنَ، إذا عَرَضَتْ لأَحَدِهم مُصِيْبَةٌ عند السَّفَرِ في سبيلِ الله مع قافلةِ الْمَدِيْنَةِ أو تعَلُّمِ دِيْنِ الإسلامِ: أن يَصْبِرَ لقَدْ وَقَفَ سَيِّدُنا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ أَمَامَ الْمُشْرِكِيْنَ وَجْهًا لِوَجْهٍ وثبَتَ عِنْدَ النَّوَازِلِ، والْكَوَارِثِ، وعَرَضَ حَيَاتَه الْغَالِيَةَ لِلْخَطَرِ لِدَعْوَتِهِم إلَى الإسلامِ وأَنْفَقَ كُلَّ مَالِه نُصْرَةً لِلْمُسْلِمِيْنَ الْمُسْتَضْعِفِيْن ولَقَّبَه اللهُ عزّ وجلّ بالأَتْقَى وقد وصَفَه النَّبِيُّ الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم بإنْفَاقِ مَالِه في سبيلِ الله.
قال سَيِّدُنا الإمَامُ أحمد رضا خان رحمه الله تعالى في "الْفَتَاوَى الرَّضَوِيَّةِ": لقد أَنْفَقَ سَيِّدُنَا أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه مُعْظَمَ مَالِه في شِرَاء سَبْعَةٍ مِن الْعَبِيْدِ الَّذِيْنَ يُعَذِّبُهم الْكُفَّارُ بسَبَبِ إسْلاَمِهم، فأَعْتَقَهم، ونَزَلَتْ فيه هذِه الآيَةُ: (وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى)، [الليل: 92/17]، قالَ سَيِّدُنا الإمَامُ فَخْرُ الدِّيْنِ