بالصِّيَاحِ، وقالت: والله إنَّ قوْمًا نَالُوْا هذَا مِنْكَ لأَهْلِ فِسْقٍ وكُفْرٍ وإنِّي لأَرْجُوْ أنْ يَنْتَقِمَ اللهُ لَكَ مِنْهُم قال: «فما فُعِلَ رَسُولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم؟»، قالَتْ: هذه أُمُّكَ تَسْمَعُ، قال: «فلا عَيْنَ علَيْكِ مِنْهَا»، قالَتْ: سَالِمٌ صَالِحٌ، قال: «فأَيْنَ هُوَ؟»، قالَتْ: في دَارِ الأَرْقَمِ، قال: «فإنَّ لله عَلَيَّ أنْ لا أَذُوْقَ طَعَامًا أوْ شَرَابًا، حتَّى آتِي رَسُوْلَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم»، فأَمْهَلَتَا حتَّى إذا هَدَأَتْ الرِّجْلُ وسَكَنَ النَّاسُ خَرَجَتَا به يَتَّكِئُ علَيْهِمَا، حتَّى أَدْخَلَتَاه على رسولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، قال: فأَكَبَّ عليه رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فقَبَّلَه، وأَكَبَّ عليه الْمُسْلِمُوْنَ، ورَقَّ له رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم رِقَّةً شَدِيْدَةًً، فقال أَبُوْ بَكْرٍ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسُوْلَ الله لَيْسَ بي بَأْسٌ إلاَّ ما نَالَ الْفَاسِقُ مِنْ وَجْهِي، وهذه أُمِّي يا رَسُوْلَ الله وأَنْتَ مُبَارَكٌ، فَادْعُهَا إلى الله عزّ وجلّ، وَادْعُ اللهَ لَهَا، عَسَى أنْ يَسْتَنْقِذَها بكَ من النَّارِ، قال: فدَعَا لها رَسُوْلُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ثُمَّ دَعَاها إلى الله عزّ وجلّ، فأَسْلَمَتْ[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد