اللِّحيَةِ أو الأخْذِ مِنها دُونَ القُبضَةِ فلا يُطَاعُ حتَّى لَو كانَ غاضِبًا، ومَن أطاعَ في الْمَعصِيةِ يُعتَبَرُ عاصِيًا للهِ، وكذا إذا وقَعَ الطَّلاقُ بَينَ الأبِ والأُمِّ ومَنَعَتْ الأُمُّ عن لِقاءِ الأَبِ فلا تُطَاعُ، وعلَى الولَدِ أن يَلقَى أبَاه ويَخْدُمَه، وعَلَيهِ حُقُوقٌ مُتَساوِيَةٌ لِلأَبِ والأُمِّ بالرَّغْمِ مِنْ وُقُوعِ الفُرقَةِ بَينَهُمَا.
ماذا يفعل من مات والداه وهما ساخطان عليه؟
مَن ماتَ أبَواهُ وهُمَا ساخِطانِ عَلَيهِ فإنَّه يَجِبُ عَلَيهِ كَثرَةُ الدُّعاء والاستِغفارِ لَهُمَا، لأنَّ أكبَرَ هَدِيَّةٍ لِلمَيِّتِ هُوَ الدُّعاءُ لهُ بالْمَغفِرةِ، وعليهِ بإهداءِ ثَوابِ الأعمالِ لَهُمَا، فإذا كانَ يقومُ بإيصالِ الثَّوابِ لَهُمَا بالأعمالِ الْحَسَنةِ باستِمرارٍ لعلَّ اللهَ تعالى أن يَعفُوَ عنهُ ويُرضِيَ عنهُ والِدَيهِ.
يقولُ رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «إنّ العَبدَ لَيَمُوتُ والِداهُ أو أحَدُهُمَا وإنَّه لَهُمَا لَعَاقٌّ فلا يَزالُ يَدعُو لَهُمَا ويَستَغفِرُ لَهُمَا حتَّى يَكتُبَهُ اللهُ بارًّا»[1]، فعَلَى كُلٍّ مِنَّا أن يُوزِّعَ الكُتَيِّباتِ المطبُوعَةَ مِن مكتبةِ المدينةِ على الناسِ بنِيَّةِ الأجرِ