ثُمَّ انْتَظَرَ الْمَغفِرةَ فَانتِظارُه حُمُقٌ وَغُرُورٌ[1]، يَقُولُ الْحَبيبُ الْمُصطَفى صَلَّى الله تَعالى عَلَيه وَآلِه وسلَّم: «العاجِزُ مَن أَتْبَعَ نَفسَهُ هَواهَا وَتمَنَّى عَلى الله»[2].
زراعة الشعير وأمل حصاد البر حمق
قالَ الشَّيخُ الْمُفتِي أَحمَد يارخان النَّعِيميُّ رَحِمه الله تَعالى تَحتَ هذا الْحَديثِ الشَّرِيفِ: الْعاجزُ هُو الأَحمَقُ، قُوْبِل الكَيِّسُ بالْعاجزِ الَّذِي يَرتَكِبُ عَملاً يُؤَدِّي إلَى النَّارِ، وَهو يَتمنَّى الْجَنَّةَ قائِلاً: إنَّ ربِّي كَريمٌ رَحِيمٌ، فَهو كالَّذِي يَزرَعُ الشَّعيرَ وَيَأمُلُ حَصادَ القَمحِ ويَقولُ: إنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ، هَل سَيُحوِّلُ الشَّعيرَ إلَى القَمحِ عِندَ الْحَصادِ؟ هذا يُسمَّى غُرُورًا لا رَجاءً، قَد قالَ الله سُبحانه وتَعالى: يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ [الانفطار: 82/6]، وقال تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 2/218]، فزَرعُ الشَّعِيرِ وَأَملُ حَصَادِ البُـرِّ غُرورُ الشَّيطانِ وَوَسوَسةٌ لِلنَّفسِ، قالَ سيِّدُنا الْحَسنُ البَصرِيُّ رَحِمه الله تَعالى: إنَّ الأَملَ الكاذِبَ صَدَّ بَعضَ الناسِ عَن سَواء السَّبِيلِ وَالأَعمالِ الصَّالِحَةِ وَأَشْغَلَهم عَنها،