عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ رَضي الله عنه يَومًا وَقد خرَجَ، وخَرَجتُ مَعه حتَّى دَخَل حائِطًا فسَمِعتُه وهُوَ يَقُولُ وبَينِي وبَينَه جدارٌ، وَهو في جَوفِ الحائِطِ: عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ، بَخٍ بَخٍ! وَالله لَتتَّقيَنَّ الله أَو لَيُعذِّبنَّك[1]، رَحِمَهُم الله وغَفَر لنا بهم.

إخوتي الأحباء! كان سَيِّدُنا أَميرُ المؤمِنين عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ رَضِي الله تَعالى عَنه يَزجُرُ نَفسَه ويُحاسِبُها  تَخوِيفًا لَها بالله مِن أَجلِ تَعلِيمِنا، حَيثُ:

الحساب قبل يوم القيامة

قالَ سَيِّدُنا عُمَرُ الفارُوقُ الأَعظَمُ رضِي الله تعالى عنه: «حاسِبُوْا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحاسَبُوا»[2]، رَحِمهُم الله وَغفَر لنا بهم.

صلّوا على الحبيب!   صلّى الله تعالى على محمد

 

ما هي المحاسبة؟

إخوتي في الله! إنَّ مُحَاسبَةَ النَّفسِ هِي أَن يُحاسِبَ الإنسانُ نَفسَه عَلى ما سَلَفَ مِن أَعمالِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ، لَيتَنا نَحسُبُ أيَّامَنا وَلَيالِينا، لِيَتبيَّنَ لنا الرِّبحُ مِن الْخُسرانِ، كَما يَفعَلُ التُّجَّارُ مَع الشُّرَكاءِ فيَنظُرُون في الرِّبْحِ والْخُسْران لِيَتبيَّنَ لَهم الزِّيادَةُ مِن


 



[1] "الموطأ" للإمام مالك،٢/٤٦٩، (١٩١٨).

[2] أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب صفة القيامة، ٤/٢٠٨، (٢٤٦٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403