واستِقامَتِه، فأَخرَجَتْه مِن شُربِ الْخَمرِ وكَثرَةِ الْمَعاصِي وأَوصَلَتْه إلى مَقامِ الْوِلايَةِ، يَقُولُ الْحَبيبُ الْمُصطَفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَا مِن مُسلِمَين يُتَوَفَّى لَهُما ثَلاثَةٌ إلاّ أَدخَلَهُما اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضلِ رَحمَتِه إيَّاهُما»، فَقالُوا: يا رَسُولَ الله، أَوِ اثْنانِ؟ قالَ: «أوِ اثنانِ»، قالُوا: أَو وَاحِدٌ؟ قال: «أو وَاحِدٌ»، ثُمَّ قالَ: «وَالَّذِي نَفسِي بيدِه إنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّه بِسَرَرِه إلَى الْجَنَّةِ إذَا احْتَسَبَتْه»[1].
نزول الآية بسبب الضحك
إنّ الآيَةَ الَّتي تَقَدَّمتْ في قِصَّةِ سيِّدِنَا مالِكِ بْنِ دِينارٍ رحِمَه الله تعالى قد ورَد في سَبَبِ نُزولِها في تَفسيرِ خَزائِن العِرفان: عن سَيِّدتِنا عائشةَ رضي الله تعالى عنها: قالت: خَرَجَ رسُولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم على نَفَرٍ مِن أصحابهِ في الْمَسجدِ وهُم يَضْحَكُون فسَحَبَ رِدَاءَه مُحْمَرًّا وَجهُه فقالَ: «أَتَضْحَكُونَ ولم يَأْتِكُم أمَانٌ مِن رَبِّكُم بأنَّه قد غَفَرَ لَكُمْ وقَد نَزَلَتْ عليَّ في ضَحِكِكُم آيَةٌ: ! أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ... إلخ»، قالُوا: