بصَوتِه: لقد ماتَ...، ارْتَفعَ الصِّياحُ، وعَلاَ النِّياحُ، اخْتَلطَتْ الأُمُورُ، تَحَوَّلَ بَيتُ الزَّواجِ إلى مأتمٍ يَضِجُّ بالنَّدْبِ والْبُكاءِ، وتَحَوّلَ الْفرحُ إلى حُزنٍ والضّحكاتُ إلى دُمُوعٍ، وبَدَأتْ الترتِيباتُ لِغُسْله وتَكفِينه، فقامَ النّاسُ بحَملِ الْعَريسِ سَيّئ الْحَظِّ على أكتافِهم وذَهَبُوا به إلى قَبر مُوحِشٍ مُظلِمٍ، لقد حُملَ مِن على سَرِيرِه إلى بَيتِ الدُّودِ والْوَحشَةِ بدْلَ أن يُحمَلَ في سَيَّارَتِه الْمُزيَّنَةِ إلى غُرفَةِ نَومِ العُروسَةِ، ولم يكن عليه بَدْلَةُ الزَّواجِ إنَّما عليه كَفنٌ تَفُوحُ منه رائِحَةُ الكافورِ، ثُمَّ وُضِعَ العَريسُ سَيِّئ الْحَظِّ في القبرِ والنّاسُ يَنظُرُون إليه.
مشهد مخيف للقبر
إخوتي الأحباء! لا بدَّ يومًا أن نَمُوتَ ونَنتَهِي، ونُوضَعَ في القبرِ الْمُظلِمِ، ونَحنُ نَسمَعُ ونَرَى مَن يَدفِنُونَنا بأيدِيهِم ويهيلُون التُّرابَ على القبرِ، لكن لا نَتكَلَّمُ، ونَراهُم يُودِّعُونَنا، ونَسمَعُ قَرْعَ نِعالِهم، والقَلبُ يَغرَقُ في الْهُمُومِ، حتَّى يَجِيءَ مُنكَرٌ ونَكيرٌ أَسْوَدان أَزْرَقان يَحفِران الأَرضَ بأَنيابِهما، ويَجُرَّان أشعارَهما وأَعيُنُهما مِثْلَ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وأصواتُهما مِثل الرَّعْدِ