عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

يُفَكِّرُ داخِل القبرِ: ما فَكَّرْتُ إلاّ في الدُّنيا، وانْشَغَلْتُ بأَلوانِها، حتّى ما كنتُ أَعرِفُ ما اختِبارُ الآخِرَةِ؟ لا أَفهَمُ شَيئًا، ويَخرُجُ من اللِّسانِ: هَيْهَات هَيْهَات لا أَدرِي، ثُمَّ يَرَى النَّبيَّ الكريمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في قَبرِه، فيُقالُ لَه: ما كُنتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ؟ وكيفَ سيَعرِفُه مَن كَرِهَ سُنَّتَه كاللِّحيَةِ، واهْتَمَّ بعادات الكُفّارِ، وحلَقَ لِحيَتَه ومنَع أبناءَه من إطالَةِ الشَّعرِ وَفقًا لِلسُّنَّةِ[1]، ويَقُولُ: كُنتُ أَضَعُ صُوَرَ الْمُمَثِّلاتِ خَلف سَيّارَتي مِمّا يَدعُو ضِعافَ النُّفُوسِ إلى النَّظرِ الْحَرامِ، وأيضًا أَضَعُ صُوَرَ الْمُمَثِّلات في الْبَيتِ، إنَّما أَعرِفُ عن الْمُمَثّلين والْمُمَثّلات والْمُطرِبين والْمُطرِبات، ولا أَعلَمُ مَن هذا؟ فمَن ماتَ على الكُفرِ قال: هَيْهَات هَيْهَات، لا أَدرِي، ثُمَّ يُفتَحُ لَه بابٌ إلى الْجَنَّةِ ثْمَّ يُغلَقُ عنه حالاً، ويُفتَحُ له بابٌ إلى النّارِ، ويُقالُ لَه: ذاكَ مَقعَدُك مِن الْجَنَّةِ لَو أَجَبْتَ إجابَةً صَحِيحَةً، عِندَ ذلِكَ يَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا، ثُمَّ يُكسَى حُلَّةٌ من النّارِ، ويُفرَشُ له فِراشٌ مِن النّارِ، ويُسلَّطُ عليه الْحَيّاتُ والعَقارِبُ.


 



[1] هذا مما هو متعارف عليه في بلاد الهند وباكستان من إطالة شعر الرأس واللحية تشبهًا بالنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403