عنوان الكتاب: مجموعة الرسائل

القاصِفِ، ويُهوِّلان، فيَجلِسَان ثُم يَسأَلان بطَرِيقَةٍ عَنِيفَةٍ: يا مَن انشَغل بزُخْرُفِ الدُّنيا وزِينَتِها ويَشعُرُ بالقَلَقِ حَولَ اختِبارِ الدُّنيا، ويُشاهِدُ الأَفلامَ والْمَسرَحِيّات، ويَسمَعُ الأَغانِي، ويَحلِقُ لِحيَتَه أو يَأخُذُ مِنها ما دُونَ القُبضَةِ ويَكسِبُ الْحَرامَ، ويَتَناوَلُ الرِّبا، ويَأخُذُ الرَّشاوَى، ويَستَفِيدُ مِن سُلطَتِه بطَريقَةٍ غيرِ مَشروعَةٍ، ويَستَحِقُّ دَعوَةَ الْمَظلُومِ، ويَكذِبُ ويَغتابُ، ويَمشِي بالنَّمِيمَةِ، ويُؤذِي والِدَيه، ويا مَن يُفَرِّطُ ويُقَصِّرُ في تَربيةِ أولادِه وَفقًا لِلسُّنَّةِ، ويَمنَعُ أولادَه مِن الالتِحاق ببيئةِ الْمَدِينَةِ والذَّهابِ لِمَجالِسِ مَركزِ الدَّعوَةِ الإسْلامِيَّةِ وإعفاءِ اللِّحَى خشيةَ أن يكونوا مُلتَزِمِين دِينيًّا إلى حَدٍّ كبيرٍ، ويا مَن لا تَحتَجبُ وتَتجَوَّلُ كاشِفَة الْوَجهِ والشَّعرِ في الأَسواقِ والشَّوارِعِ، وتَخرُجُ كاشِفة الوَجهِ أَمامَ الأَقارِبِ مِن غيرِ الْمَحارِمِ، وتَرتَكِبُ صَغائِرَ الذُّنوبِ وكَبائرَها..!!

فماذا يَكون حالُهم إذا سَخِطَ اللهُ ورسولُه عليهم وفُقِدَ إيمانُهم بسَبَبِ الذُّنوبِ والْمَعاصِي والْعِياذُ بالله؟!

يُسأَلُ في القبرِ بطَريقَةٍ قاسِيَةٍ: مَن رَبُّك؟ مَن فَقَدَ إيمانَه خَرَجَ مِن فَمِه: هَيْهاتَ هَيْهَات لا أَدرِي، ثُمّ يُسْألُ: ما دِينُك؟


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

403