ولا
شكَّ أنّ هذا الخاطِرَ مِن وَسوَسَةِ الشَّيطانِ، ولا أقولُ بالْمَغفِرَة
بالرَّحمَةِ مِن تِلقاء نفسِي، بل قال الله تعالى في كتابه الكريمِ: قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا
تَقۡنَطُواْ
مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ
هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر: 39/23]،
وجاء في الحديثِ القُدسِيِّ: «سَبَقَتْ رَحمَتِي غَضَبي»[1].
أيها المسلمون! إنّ رحمةَ الله واسِعَةٌ لقد وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ فقد يَرضَى عن العبدِ باليَسيرِ ويُكرِمُه ويُنعِمُ عليه مِن حيثُ لا يَعلَمُ، فقد جاء في "كِتاب التَّوّابِينَ": عن سيِّدِنا كعبِ الأحبارِ رضي الله تعالى عنه أنَّه قال: اِنطَلَقَ رَجُلانِ مِن بني إسرائِيلَ إلى مَسجدٍ مِن مساجدِهم فدَخَل أحدُهما وجَلَسَ الآخَرُ خارِجًا فجعل يقول: ليس مِثلِي يَدْخُل بيتَ الله وقد عَصَيتُ اللهَ، فكُتِبَ صِدِّيقًا[2].
والصِّدِّيقُ: أعظَمُ درَجَةً مِن الولِيِّ والشَّهِيدِ.
جاء أيضًا في "كِتاب التَّوَّابِينَ": عن سيِّدِنا كَعبِ الأحبارِ رضي الله تعالى عنه أنّه قال: أصابَ رجلٌ مِن بنِي إسرائيلَ ذَنبًا