قُلْتَ وقَوْلُكَ الْحَقُّ في كِتَابِكَ الْمُنَـزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، يَمْحُو اللهُ ما يَشَاءُ ويُثْبِتُ وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب.
إلَهِي بالتَّجَلِّي الأَعْظَمِ في لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ الَّتِي يُفْرَقُ فِيْهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ، ويُبْرَمُ أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلاَء والْبَلوَاء ما نَعْلَمُ ومَا لا نَعْلَمُ، وأَنْتَ بهِ أَعْلَمُ، إنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ، وصَلَّى اللهُ تعالى على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابهِ وسَلَّمَ والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِيْنَ.
وأمّا بالنِّسبةِ إلَيَّ فإنّي ولله الحمدُ أحافِظُ على هذه السِّتِّ رَكَعاتٍ، وهذه العِبادةُ بعدَ المغرب هي مَندُوبةٌ، ليستْ بفرضٍ ولا واجبةٍ، وأمّا التِّلاوَةُ والتَّنفُّلُ في مـا بين المغرِب والعِشَاء فإنّه مشروعٌ، لا بَأسَ فيه.
يقول الشَّيخُ العلاَّمةُ ابنُ رجب الْحَنبَلِيُّ رحمه الله تعالى: لقد كان التَّابعُون مِن أهلِ الشَّامِ كسَيِّدِنا خالدِ بنِ مَعدانَ وسيِّدِنا مكحُول وسيِّدِنا لقمان بن عامر وغيرِهم رحمهم الله تعالى يُعظِّمُون ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ ويَجتَهِدُونَ فيها في العِبادَةِ، وعنهم أَخَذَ النَّاسُ فَضلَها وتَعظِيمَها[1]، وفي "الدُّرّ المختار":