إلَيْه، وقالت له: يا محمَّدُ فقال لها: «لَبَّيْك» فقالَتْ: أتُجِيْبُ لِمِثْلِي بالتَّلْبِيَةِ وأنَا على غَيْرِ دِيْنِكَ، ومِنْ أَعْدَائِكَ؟ فقال لَها: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بالْحَقِّ نَبِيًّا ما أَجَبْتُ نِدَاءَكِ حتَّى أُعْلِمْتُ أنَّ اللهَ قد هَدَاكِ» قالت له: إنَّكَ لَنَبِيٌّ كَرِيْمٌ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وإنَّكَ لَعلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ، تَعِسَ مَنْ خَالَفَ أَمْرَكَ، وخَابَ مَنْ جَهِلَ قَدْرَك اُمْدُدْ يَدَيْكَ فأنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ الله وقالَتْ في سِرِّها: إذَا أَصْبَحَتْ تَتَصَدَّقُ بكُلِّ مَا تَمْلِكُه، وتَصْنَعُ مَوْلِدَ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم فَرْحَةً بإسْلامِها وشُكْرًا لِلرُّؤْيَا الَّتي رَأَتْها في مَنَامِها، فلَمَّا أَصْبَحَتْ رَأَتْ زَوْجَها قَدْ هَيَّأَ وَلِيْمَةً، وهو في هِمَّةٍ عَظِيمَةٍ فتَعَجَّبَتْ وقالَتْ له: أَرَاكَ في هِمَّةٍ صالِحَةٍ فقال لَهَا: مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَسْلَمْتِ على يَدَيْه الْبَارِحَةَ، فقالَتْ: مَنْ كَشَفَ لَكَ هذَا السِّرَّ الْمَصُوْنَ؟، ومَنْ أَطْلَعَكَ علَيْه؟، فقال لَهَا: وأنَا الَّذِي أَسْلَمْتُ بَعْدَكِ على يَدَيْه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد