فمَاتَتْ بَعْدَ سَنَةٍ فزَوْجُهَا ثبَتَ إلى آخِر عُمْرِه في ذلك العَمَلِ، فوَقَعَ في جَسَدِه مَرَضٌ شَدِيْدٌ، وكان له ابْنٌ فدَعَا عِنْدَه وقالَ له: اِسْمَعْ يا بُنَيَّ إنِّي أَمُوْتُ في تلك اللَّيْلِ، وبَقِيَ مِنِّي خَمْسُوْنَ دِرْهَمًا وتِسْعَ عَشَرَ ذِرَاعًا من الْكِرْبَاسِ، فتدفن لي من هذا الثَّوب، فذلك الدِّرْهَم تَبْذُلُ في أَمْرِ الْخَيْرِ فلَمَّا تَمَّ هذا الكَلاَمُ قَرَأَ كَلِمَةً طَيِّبَةً وماتَ رَحِمَه الله تعالى، فدفن له الابْنُ، وجَاءَ إلى بَيْتِه، ونَامَ مَعَ الفِكْرِ إِذَا في الْحلمِ حَشْرًا ونَشْرًا وقد قَامَ قيامةٌ، ويُحَاسَبُ فيها مِنْ كُلِّ واحِدٍ فيُسَاقُ هُنَاكَ إلى الْجَنَّةِ الاَتْقِيَاءُ الأَبْرَارُ ويُقَادُ إلى النَّار الأَشْقِيَاءُ الفُجَّارُ فخافَ قَلْبُه، إذْ جاءَ النِّدَاءُ مِنْ حَوْلِه: أَدْخِلُوا لهذا الرَّجُلِ في الْجَنَّةِ فأَدْخَلَه فيها فرَأَى الْحُورَ والْقُصُوْرَ، والنَّعِيْمَ فيها من الأَلْوَانِ حَتَّى سارَ سَبْعَةً من الْجَنَّةِ كَيْ وَصَلَ على باب الثَّامِنِ، مَنَعَه، فقال: بأَيِّ سَبَبٍ مَنَعْتُمُوْني يا رِضْوَانُ وإنِّي رَأَيْتُ سَبْعَةَ جَنَّاتٍ، فيُقَالُ: إنَّ هذا الْمَسْكَنَ لِمَن صَنَعَ مَولِدَ النَّبِيِّ الْكَرِيْم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم مِنْ كَسْبِ الْحَلاَلِ، فقال في قَلْبِه: إنَّ أَبي وأُمِّي كان في هذا الْمَقَامِ أَلْبَتَّةَ إذْ جَاءَ صَوتٌ مِنْ قِبَلِ الْجَبَّار: أَدْخِلُوا هذا