الشَّابَّ فيها لأَنَّ أَبَاه مع أُمِّه عندي، وهما يُرِيْدَانِ إدْخَالَه، فأَدْخَلَه الْمَلَكُ فيها، فجاءَ على بُطْنَانِ الْجَنَّةِ، إذْ رَأَى أُمَّه على شَطْرِ الكَوثَرِ تسقى شَرَابًا طَهُورًا مِنْ نسَاءِ الصَّالِحَات، وكان من جَانِبهَا سَرِيْرًا قعَدَتْ عليه امْرَأَةٌ مَعَ التَّجَمُّلِ، وحَوْلَهُ كرَاسِيُّ جَلَسَتْ النِّسْوَانُ علَيْها فسَأَلَ مِن الْمَلَكِ: إنَّ مَنْ هذه النِّسَاءُ وحَوْلَها، قال: هي فاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّد عليه الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وحَوْلَهَا كانَتْ خَدِيْجَةُ، وعائشةُ، ومريم، وآسية، وسارة، وهاجَرُ ورابعة، وزُبَيْدَةُ، فتَعَجَّبَ ابْنُهَا، وذهَبَ أمَامَه إذ رَأَى هُنَاكَ سَرِيْرًا جَلَسَ عليه رَجُلٌ جَمِيْلٌ في حَجْرِه شابَّانِ وحَوْلَهُ فُرِشَتْ الكرَاسِيُّ، وعلَيْهَا أَرْبَعَةٌ مِنَ الصُّلَحَاءِ، وهُمْ أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وعثمانُ وعليٌّ رضي الله تعالى عنهم، وأَيْضًا إلى يَمِيْنِه كانَتْ الكراسيُّ مِنَ الذَّهَبِ وعلَيْهَا جَلَسَ كُلُّ الأَنْبيَاء، وفي يَسَارِه كُلُّ الأَوْلِيَاء، وَالشُّهَدَاءِ، وحَوْلَهُم زُمْرَةُ الْمَلاَئِكَةِ مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ إذْ رَأَى لأَبِيْه قَدْ قامَ عَقِبَ مُحمَّد عليه الصَّلاَةُ والسَّلاَم، وقال: يا اَبَتِ بِمَ وصَلْتَ لهذه الْمَرْتَبَةِ فعرَفَ ابْنَهُ، وسَعَى إلَيْه، وضَمَّ صَدْرَه، وقال: إنِّي وصَلْتُ في هذا الْمَقَامِ